نظرك إلى الناس
نظرك إلى الناس
قال أبو محمد:
يا غلام، إن وجدت عندك تفرقة بين الغني والفقير عند إقبالهم عليك فلا فلاح لك.
أكرم الفقراء الصبرَّ، وتَبَرَّك بهم وبلقائهم والجلوس معهم. [69]
النصيحة للقرآن
قال أبو محمد:
يا قوم! انصحوا القرآن بالعمل به، لا بالمجادلة فيه.
الاعتقاد كلمات يسيرة، والأعمال كثيرة.
عليكم بالإيمان به، صدقوا بقلوبكم، واعملوا بجوارحكم، اشتغلوا بما ينفعكم ولا تلتفتوا إلى عقول دنية [55]
العمل للدنيا
قال أبو محمد:
المؤمن يعمل لدنياه وآخرته، يعمل لدنياه بُلْغَتَه بقدر ما يحتاج إليه، يقنعه منها كزاد الراكب، لا يحصل منها الكثير.
الجاهل كل همه الدنيا.
والعارف كل همه الآخرة. [63]
ما صح إسلامك
قال أبو محمد:
يا غلام! ما أنت على شيء، الإسلام ما صح لك.
الإسلام هو الأساس الذي ينبني على الشهادة، ما تمت لك.
تقول: "لا إله إلا الله" وتكذب.
في قلبك جماعة من الآلهة!!
خوفك من سلطانك، ووالي محلتك، آلهة.
اعتمادك على كسبك وربحك وحولك وقوتك وسمعك وبصرك وبطشك آلهة.
رؤيتك للضر والنفع والعطاء والمنع من الخلق آلهة.
كثير من الخلق متكلمون على هذه الأشياء بقلوبهم، ويظهرون أنهم متكلون على الحق عز وجل، قد صار ذكرهم للحق عادة بألسنتهم لا بقلوبهم. . غداً تبين الفضائح وتظهر المخبآت. [74]
وويل للعالم
قال أبو محمد:
وويل واحد للجاهل، وكيف لم يعلم؟
وويل لهذا العالم سبع مرات، لأنه علم، وما عمل، ارتفعت عنه بركة العلم، وبقيت عليه حجته.
تعلم، ثم اعمل.
فقد مثل الله عز وجل العالم الذي لا عمل بعمله بالحمار، فقال:
{كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًۢا ۚ } [الجمعة: 5]
الأسفار هي كتب العلم.
هل ينتفع الحمار بكتب العلم؟
ما يقع بيده منها سوى التعب والنصب.
من ازداد علمه ينبغي أن يزداد خوفه من ربه عز وجل، وطواعيته له.
يا مدعي العلم! أين بكاؤك من خوف الله عز وجل؟
أين حذرك وخوفك؟
أين اعترافك بذنوبك؟
أين مواصلتك للضياء بالظلام في طاعة الله عز وجل؟
أيت تأديبك لنفسك ومجاهدتها في جانب الحق وعداوتها فيه؟
أنت همتك القميص والعمامة والأكل والنكاح، والدور والدكاكين والقعود مع الخلق والأنس بهم.
نحِّ همتك عن هذه الأشياء كلها، فإن كان لك فيها قسم، فإنه يجيئك في وقته وقلبك مستريح من تعب الانتظار. فما لك وهذا التعب في شي مفروغ منه.
[66- 67]