أدلاء الطريق
أدلاء الطريق
قال أبو محمد:
لا يعرف الرياء إلا المخلصون، كانوا فيه وتخلَّصوا منه، هو عقبة في طريق القوم، لا بد لهم من العبور عليها.
الرياء والعجب والنفاق من جملة سهام الشيطان التي يرمي بها القلوب.
اقبلوا من المشايخ.
وتعلموا منهم السير في الطريق الموصل إلى الحق عز وجل، فإنه طريق قد سلكوه.
سلوهم عن: آفات النفوس والأهوية والطباع، فإنهم قد قاسوا آفاتهم، وعرفوا غوائلهم (1). . بقوا في ذلك زماناً.
فبعد كم وكم حتى غلبوا عليها.شيطان الجن لا يقدر عليك إلا بشيطان الإنس، وهي النفس والأقران السوء.
استغث بالله عز وجل واستعن به على هؤلاء الأعداء، فإنه يغيثك. [122]
الكسب والتوكل
قال أبو محمد:
عليك بالكسب والتعلق بالسبب إلى أن يقوى إيمانك، ثم انتقل من السبب إلى المسبب.
الأنبياء عليهم السلام اكتسبوا، واقترضوا، وتعلقوا بالأسباب في أول أمرهم وفي آخره توكلوا، جمعوا بين الكسب والتوكل بداية ونهاية.
ترك الكسب والكدية (1) من الناس عقوبة من الله عز وجل للعبد. [126]
رزق العيال
قال أبو محمد:
ويحك: اجعل دكانك ومالك لعيالك، تكسب لهم بأمر الشرع، ويكون قلبك متوكلاً على الله عز ودل.
اطلب رزقك ورزقهم منه - لا من المال والدكان - فيجري رزقك ورزقهم على يدك، ويجعل فضله وقربه والأنس به لقلبك.
يغني عيالك عنك، ويغنيك به.
يغنيهم بما شاء، وكيف يشاء، ويقال لقلبك هذا لك وهذا لعيالك. [129]
التوبة
قال أبو محمد:
يا غلام! لا تكن مع النفس، ولا مع الهوى.
تب عن ذنوبك، وهرول عنها إلى مولاك عز وجل.
إذا تبت: فليتب ظاهرك وباطنك.
اخلع ثياب المعاصي بالتوبة الخالصة والحياء من الله عز وجل حقيقة لا مجازاً.
وهذا من أعمال القلوب، بعد طهارة الجوارح بأعمال الشرع.
القالب له عمل، والقلب له عمل. [15]
المراجع
- غوائلهم: الغوائل: الدواهي.
- الكدية: شدة الدهر، والمراد هنا، سوائل الناس والشحادة منهم.