تذكركم الآخرة
تذكركم الآخرة
قال أبو محمد:
قال صلى الله عليه وسلم:
(زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تَزهد فِي الدنيا وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ) (1)
قصد الرسول صلى الله عليه وسلم: أن تذكروا الآخرة.
وأنتم تهربون من ذكرها، وتحبون العاجلة.
عن قريب يحال بينكم وبينها بلا أمركم.
يؤخذ من أيديكم الذي أنتم فرحون به. .
يا غافلاً! انتبه، ما خلقت للدنيا وإنما خلقت للآخرة.
يا غافلاً عما لا بد لك منه، قد جعلت همك للشهوات واللذات، وجمع الدينار فوق الدينار، وأشغلت جوارحك باللعب. .
إن ذكرك مذكر الآخرة والموت تقول: نغصت علي عيشي، وتلوي برأسك هكذا وهكذا.
قد جاءك نذير الموت وهو الشيب، وأمن تقصه أو تغيره بالسواد، إذا جاءك أجلك أيس تعمل؟
إذا جاءك ملك الموت ومعه أعوانه، بأي شيء ترده؟
أنت تماطل بالتوبة، وتسوف يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وسنة بعد سنة، وقد انقضى أجلك، عن قريب تندم. [151- 152]
لا يأكل طعامك إلا تقي
قال أبو محمد:
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(لَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ) (1)
إذا أطعمت طعامك للمتقي وساعدته في أمر دنياه كنت شريكه فيما يعمل، ولا ينقص من أجره شيء، لأنك عاونته في قصده، ورفعت عنه أثقاله، وأسرعت خطاه إلى ربه عز وجل.
وإذا أطعمت طعامك لمنافق مراء عاص وساعدته في أمور دنياه، كنت شريكه فيما يعمل، ولا ينقص من عقوبته شيء لأنك أعنته على معصية الحق عز وجل، فيرجع شره إليك. [154]
أتعبوا شياطينكم
قال أبو محمد:
يا قوم! أضنوا (2) شياطينكم بالإخلاص في قول "لا إله إلا الله" لا بمجرد اللفظ.
التوحيد يحرق شياطين الإنس والجن، لأنه نار على الشياطيم، ونور للموحدين.
كيف تقول: "لا إله إلا الله" وفي قلبك كَمْ إله؟
كل شيء تعتمد عليه وتثق به دون الله فهو صنمك.
لا ينفعك توحيد اللسان مع شرك القلب.
لا ينفعك ظهارة القالب مع نجاسة القلب.
الموحد يضني شيطانه، والمشرك يضنيه شيطانه.
الإخلاص لب الأقوال والأفعال، لأنها إذا خلت منه كانت قشراً بلا لب.
القشر لا يصلح إلا للنار.
اسمع كلامي واعمل به.
العلم يؤخذ من أفواه الرجال، لا من الصحف [155- 156]
المراجع
- رواه ابن ماجه (1571).
- مسند الإمام أحمد (3/ 83).
- أضنوا: الضنا، شدة المرض، والمعنى: كونوا سبب مرض شياطينكم بإخلاصكم