إياك والكبر
إياك والكبر
قال أبو محمد:
دع عنك التكبر على الحق عز وجل، وعلى الخلق، فإنه من صفات الجبابرة الذين يكبهم الله عز وجل على وجوههم في نار جهنم.
إذا أغضبت الحق عز وجل فقد تكبرت عليه.
إذا أذَّن المؤذن، فلم تجبه بقيامك إلى الصلاة فقد تكبرت عليه.
إذا ظلمت أحداً من خلقه فقد تكبرت عليه.
تُب إليه وأخلص في توبتك قبل أن يهلكك بأضعف خلقه، كما أهلك نمروذ وغيره من الملوك.
متابعة الشرع
قال أبو محمد:
بمتابعة الشرع يحصل الخير.
وبمخالفته يحصل الشر.
من لم يكن الشرع رفيقه في جميع أحواله، فهو هالك مع الهالكين. [161]
لا تتكل على العمل
قال أبو محمد:
اعمل واجتهد. . .
ولا تتكل على العمل.
فإن التارك للعمل طامع.
والمتكل على العمل معجب مغرور. [161]
الكرامة
قال أبو محمد:
من احب الكرامة - دنيا وآخرة - فليتق الله عز وجل، لأنه يقول:
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَٰكُمْ ۚ } [الحجرات: 13]. [169]
لا تتوكل على الخلق
قال أبو محمد:
كيف تثق بما في يديك، وهو معرَّض للزوال.
وتترك الثقة بالله عز وجل، وهو لا يزول؟
يا متوكلاً على الخلق والأسباب، قد حرمت القوة والتعزز بالله عز وجل دنيا وآخرة.
ويا واثقاً بما في يديه، قد حرمت الغنى بالله عز وجل دنيا وآخرة.[169]
ما أقسى قلوبكم!
قال أبو محمد:
ما أكثر ما أصف ولا تستعملون.
ما أكثر ما أطول وأعرض وأشرح ولا تفهمون.
ما أكثر ما أعطيكم ولا تأخذون.
ما أكثر ما أعظكم ولا تتعظون.
ما أقسى قلوبكم وأجهلها به عز وجل!!
لو كنتم تعرفونه، وتؤمنون بلقائه، وتذكرون الموت وما وراءه، لما كنتم كذلك.
أما شاهدت موت آبائكم وأمهاتكم وأهاليكم؟
أما شاهدتم موت ملوككم؟
فهلا اتعظتم بهم؟!
هلا غيرتم قلوبكم وبدلتموها؟
{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ} [الرعد: 11].
تقولون ولا تعملون. .
وكم تعملون ولا تخلصون. .
كونوا عقلاء.
هذا الذي أنتم فيه لا ينفعكم في الآخرة.[170]
قضاء الحوائج
قال أبو محمد:
الخلق يقضون حوائجك يوماً، او اثنين أو ثلاثة، أو شهراً، أو سنة، أو سنتين، وفي الآخرة يضجرون منك.
عليك بصحبة الحق عز وجل.
وإنزال حوائجك به، فإنه لا يضجر منك ولا يسأم من حوائجك دنيا وآخرة.[182]
صنم الدينار
قال أبو محمد:
يا واثقاً بالدينار والدرهم اللذين في يدك.
عن قريب يذهبان من يدك عقوبة لك.
قد كانا في يد غيرك، فسلبا منه، وسلما إليك لتستعين بهما على طاعة مولاك عز وجل، فجعلتهما صنما. [182]
محاسبة النفس
قال أبو محمد:
يا قوم، لا تؤخروا العرض لأنفسكم، والمحاسبة لها.
عجلوا بذلك على أنفسكم في الدنيا قبل الآخرة.
إذا أردت الفلاح:
فخالف نفسك في موافقة ربك عز وجل.
ووافقها في طاعته.
وخالفها في معصيته. [195، 173]