الدليل السادس والعشرون علي بطلان مقولة (إنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ)


ماجد بن سليمان

ومِنْ دَلائِلِ بُطْلانِ مَقُولة: (إنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ):

التَّثْليثُ غَريبٌ عَلى دِينِ الْمَسِيح ڠ، فَلمْ يَأمُرِ الْمَسِيحُ بِعِبَادَة إلـٰهٍ مُثَلثِ الأَقَانِيم، ولمْ تَرِدْ عَنْه لَفْظةُ (التَّثْليثِ) و(الأَقَانِيمِ) في أيٍّ مِنَ الأَنَاجِيل الأَرْبَعةِ, ولَا في الرَّسَائل الثَّلاثةِ والعِشْرينَ الْمُلْحَقَة بِهَا، مَعَ أنَّ التَّثْليثَ هُو صُلب عَقِيدة الْمَسِيحيينَ الآن.

وقَدْ جَاءَ في «دَائِرة الْمَعَارِف الأَورُوبِيَّة بِاللُّغَة الفرْنَسِيَّة» مَا يُؤكِّد هَذَا، فَقَدْ جَاء فِيهَا عَنْ عَقِيدَة التَّثْليثِ: (أَنَّهَا لَيْسَتْ مُوجُودةً في كُتُبِ الْعَهْدِ الْجَدِيد ولا في أَعْمَالِ الآبَاءِ الرَّسُوليينَ ولا عِنْدَ تَلامِيذِهم الأَقْرَبِين، إلَّا أنَّ الْكَنِيسَة الكَاثُولِيكيَّة والْمَذْهَبَ البُروتِسْتَانْتِي التَّقْلِيدي يَدَّعيانِ أنَّ عَقِيدَة التَّثْليثِ كَانْت مَقْبولةً عِنْد الْمَسِيحيين في كُلِّ زَمَانٍ).

وجَاءَ في «دَائِرَةِ الْمَعَارِفِ» لِبُطْرُس البُسْتَاني -وهُو مَسِيحيٌّ-: (لَفْظَةُ ثَالوث لا تُوجَد في الْكِتَاب الْمُقَدَّس).

فَالْحَاصِلُ أنَّ عَقِيدَةَ التَّثْليثِ لوْ كَانَتْ حقًّا لذُكِرت في الأَنَاجِيل والرَّسَائِل الْمُلْحَقَة بِها، لأنَّهَا تَعْتَبر صُلْبَ وصَمِيم عَقِيدَةِ الْمَسِيحِ -بِحَسَبِ اعْتِقَاد جَمَاهِير الْمَسِيحيين-، ولَكِن الْوَاقِع خِلافُ ذَلِك تَمامًا، فَهَذِه اللَّفْظَة (التَّثْليث، أوْ مُثَلَّث الأَقَانِيم) لمْ تَرِدْ فِيهَا ولَا مَرةً وَاحدةً، فعُلِم أنَّ هَذِه الْعَقِيدَة دَخِيلةٌ عَلَى دِينِ الْمَسِيح ولَيْسَتْ أَصِيلةً.

وهُنَا هَمْسَةٌ في آذَانِ القَسَاوسَة: إذَا تَبَيَّن لَكُم أنَّ عَقِيدَة التَّثْليث بَاطِلةٌ، فَلا تَفْرِضُوهَا عَلى النَّاسِ بِالإِكْرَاه، لأنَّ هَذَا خِلافُ الأمَانةِ العِلْميَّة، وضِدُّ الْحُرِّيَّات الشَّخْصيَّة.

كَذلِك، فَإِنَّه مِنَ الْمَعْلُوم أنَّ الزِّيَادَة في الدِّينِ مَمْنوعةٌ، لأنَّ هَذَا يُعْتَبر تَدَخُّلًا في خُصُوصيَّة الرَّبِّ (الله)، فَاللهُ هُو الَّذِي يُشَرِّع مِنْ عِنْدِه، والْبَشَر لَيْس لَهُم الْحقُّ في أنْ يَزِيدُوا أوْ يُنْقِصُوا في الدِّينِ، بَلِ الْواجِب عَلَيهِم تَطْبِيقُ الشَّرْعِ كَمَا هُو، ولَا يَزِيدونَ فِيه ولَا يُنْقِصُون ولَا يُحرِّفُون، وبِهَذَا تَحْصُل الْعُبُوديَّةُ للهِ D، وإلَّا صَار هَذَا المُحَرِّف مُشَاركًا للرَّبِّ في خُصُوصِيَّة التَّشْريع، وهَذَا نَوعٌ مِنْ أَنْواعِ الشِّركِ بِاللهِ، الموجب للخلود في النار.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الدليل السادس والعشرون علي بطلان مقولة (إنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ)

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day