تابع الدليل السابع والعشرون علي بطلان مقولة (إنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ)


ماجد بن سليمان

ومِنْ دَلائِلِ بُطْلانِ مَقُولة: (إنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ): 

وهُنَا قَدْ يَأْتِي سَائِلٌ مُثَقَّفٌ، أوْ سَائِلةٌ مُثَقَّفةٌ، فَيَسْأَلانِ سُؤالاً مَنْطِقيًّا فَيَقُولانِ:

إذَا كَانْتِ الْمَصَادِر الإِنْجِيليَّة تُقَرِّر أنَّ الْمَسِيحَ بَشَرٌ رَسولٌ، وأنَّه عبدٌ للهِ، وأنه لَيْسَ هُو اللهَ، ولا ابنَ اللهِ، فَمَا هُو سَبَب مُخَالفة الْمَسِيحيينَ لِهَذَا الاعْتِقَاد؟

ومِنْ أَيْنَ دخل هَذَا الانْحِرَافُ فِي عَقِيدَة الْمَسِيح حتى وصل إِلى مَا عَلَيه عقيدة النصارى مِنَ التَّثْلِيث وغَيْرِه؟

ولِمَاذَا يُقرر القَسَاوِسَة في الكنائس أنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ وابنُ الرَّبِّ وثَالثُ ثَلاثةٍ، وإنَّه إلـٰهٌ وابنُ الإلـٰهِ، وإنَّ اللهَ تَجَسَّدَ فِي الْمَسِيح وحَلَّ فِيه؟

ومَا هُو عُمْدَتُهم فِي هَذِه الأَقْوالِ والْعَقَائِد الْبَعِيدَة كُلَّ البُعْدِ عَمَّا هُو مَذْكُورٌ فِي الْعَهْدِ القَدِيم والْجَدِيد مِنَ النُّصُوصِ الَّتِي قرأناها والتي تُقَرِّر بوضوح عكس مَا يُقَرِّرُونه فِي الْكَنَائِس؟

وما هو السر في كونهم يَمْنَعُون الْمُثَقَّفِين والْمُثَقَّفَات مِنْ مُجَرَّد السُّؤَال عَنْهَا فَضْلًا عَنِ الاعْتِرَاضِ عليها، ويُعذِّبون من يفعل ذلك، وإذا كان السائل امرأة عذَّبوها في الكنيسة، ثم هتكوا عرضها؟!

أينَ حَقِيقةُ مَقُولةِ: (اللهُ مَحبَّة)؟!

ومَا هُو سِرُّ الْمَسْأَلَة؟

فَالْجَوابُ: إنَّ التَّارِيخ يُثْبِتُ أنَّ رِسَالةَ الْمَسِيحَ تَعَرَّضَتْ إِلى حَمْلَةِ تَشْويهٍ شَرِسَةٍ في الْقُرُونِ السِّتَّة الأُوْلى بَعْدَ رَفْعِه، أَدَّتْ إِلَى تَغَيُّرِ رِسَالَتِه تَغَيُّرًا جَذْرِيًّا، وتُحوِّلُها إِلى دِينٍ آخر، دينٍ وَثَنيٍّ، لَا يَمُتُّ لِتَعَالِيمِ الْمَسِيحِ بِصِلَةٍ، ولَا لِعِبَادَةِ اللهِ بِصِلَةٍ، وهَذَا أوانُ الشُّرُوع في تَبْيينِ مَرَاحِلِ التَّشْويه هَذِه، ليكون القارئ المثقف والقارئة المثقفة على بــيِّــنةٍ من أمرهما.

الْفَصْلُ الثَّالث: الأَدِلَّة التَّارِيخِيَّة عَلى إِثْبَات أنَّ مَقُولَة: (إنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ) مَقُولَة مِنِ اخْتِرَاع الْبَشَر، وكَذَلِك مَقُولَة التَّثْلِيث

وعَدَد هَذِه الأَدِلَّة اثْنَانِ:

الأوَّل: مُتَعَلِّقٌ بِمَن يُسَمَّى «بُولِس الرَّسُول»

والثَّاني: مُتَعَلِّقٌ بِالْمَجَامِع الكَنَائِسيَّة الْمَدْعُومَة مِنَ الْحكُومَة الرُّومَانيَّة.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ تابع الدليل السابع والعشرون علي بطلان مقولة (إنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ)

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day