حقيقة السعادة
إنَّ حقيقة السعادة التي يَطلبها الناس في دنياهم وأُخراهم، لا تُنال بما تُمارسه الجوارح من أشكال العبادة، وإنما تُنال بما يقوم في القلب من أعمال، كالإخبات والتذلُّل، والخضوع والحب لله، والأُنس به، والخوف منه، والانكسار له، فشرود القلب في مواطن العبادة من أعظم المصائب التي تُصيب الإنسان في حياته؛ وذلك أن العبادة التي تؤدِّيها جوارحه ولا تَقوم في قلبه، لا تترك الأثرَ المطلوب على نفسه، ولا يتحقَّق بها أُنس ولا طمأنينة ولا راحة.