التزام طريق السلف
التزام طريق السلف
قال أبو محمد:
عليكم بالاتباع من غير ابتداع.
عليكم بمذهب السلف الصالح.
امشوا في الجادة المستقيمة، لا تشبيه (1) ولا تعطيل (2)، بل اتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تكلف ولا تشدد ولا تمشدق.
يسعكم ما وسع من كان قبلكم. [47]
لماذا تحفظ؟
قال أبو محمد:
ويحك! تحفظ القرآن ولا تعمل به.
تحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تعمل بها.
فأي شيء تفعل ذلك؟
تأمر الناس وأنت لا تفعل، وتنهاهم وأنت لا تنتهي، والله عز وجل يقول:
{كَبُرَ مَقْتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3]
[48]
لك قلب واحد
قال أبو محمد:
إلى متى عمارة الدنيا وتخريب الآخرة؟
إنما لكل واحد منكم قلب واحد، فكيف يحب به الدنيا والآخرة؟
كيف يكوف في الحق والخلق؟
كيف يحصل هذا في حالة واحدة، في قلب واحد؟
هذا كذب.
فكل إناء ينضح بما فيه، أعمالك دلائل على اعتقادك، ظاهرك دليل على باطنك.[49]
التواضع للأكابر
قال أبو محمد:
إذا تواضعت للصالحين فقد تواضعت لله عز وجل.
فتواضع، فإن من تواضع رفعه الله عز وجل.
أحسن الأدب بين يدي من هو أكبر منك.
ليس المقصود كبر السن فحسب، بل حتى يضاف إلى كبر السن التقوى في امتثال الأمر والانتهاء عن النهي، وملازمة الكتاب والسنة.
وإلا فكم من شيخ لا يجوز احترامه ولا السلام عليه، وليس في رؤيته بركة.
الأكابر: المتقون الصالحون المتورعون العاملون بالعلم، المخلصون في العمل.
الأكابر: القلوب الصافية المعرضة عما سوى الله عز وجل.
الأكابر: القلوب العارفة بالله عز وجل، القريبة منه.
كلما كثر علم القلوب قربت من مولاها عز وجل. [50]
المراجع
- لا تشبيه: أي لا يشبه الله تعالى بمخلوقاته قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ} [الشورى: 11].
- التعطيل: هو نفي الصفات عن الله تعالى، والمعطلة: هم الذين ينفون عنه سبحانه ما وصف به نفسه (انظر فتاوى ابن تيمية 5/ 27).