النقطة الرابعة من الادلة التاريخية علي مقولة (ان المسيح رب)
النقطة الرابعة من الادلة التاريخية علي مقولة (ان المسيح رب)
النُّقْطَة الرَّابِعة: دَعْوى بُولِس أنَّ الْمَسِيح هُو الرَّبُّ، (تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ).
- جَاءَ في كَلامِ بُولِس أنَّ الْمَسِيح هُو الرَّبُّ، قَالَ في رِسَالَتِه إِلى أَهْل رُومِيَّة (10/9):
- وقَالَ في (5/11) مِنَ الرِّسَالة نَفْسِها:
«ولَيْسَ ذَلِك فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِر -أَيْضًا- بِاللهِ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيح، الَّذِي نِلْنَا بِه الآنَ الْمُصَالَحة».
«لأنَّك إنِ اعْتَرفَتَ بِفَمِك بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وآمَنْتَ بِقَلْبِك أنَّ اللهَ أَقَامَه مِنَ الأَمْواتِ، خلَصتَ».
فَمَاذَا كَانتِ النَّتِيجَة مِنْ تَقْرِير بُولِس لهذه العقيدة (المسيح هو الرب وابن الرب) بَيْنَ بَنِي إسْرَائِيل؟
الْجَوابُ: كانت نتيجة نشر بولس لهذه العقيدة (عَقِيدَة أنَّ الْمَسِيح هُو الرَّبُّ وابنُ الرَّبِّ) أن صَارَ عِنْد الْمَسِيحيينَ إلـٰهَانِ اثْنَانِ؛ الآبِ والابْن، فَصَارُوا يَتَوجَّهُون إِلى الْمَسِيحِ بالدُّعَاء مع الآب (الله)، ويَعْبُدونَه، بَعْدَ أنْ كَانُوا يَعْبُدونَ اللهَ وحْدَه، وبِهَذَا التَّحْريفِ دَخَلَ الشِّركُ في عبادة الله بِثَوْبٍ جَدِيدٍ فِي أتْبَاع الْمَسِيحِ بِغِطَاءٍ دِينِيٍّ.
غير أنه ينبغي التنبيه إلى أن هذا الشرك في عبادة الله سَارَ بين الناس بِشَكْلٍ غَيْرِ رَسْميٍّ وغَيْرِ مُلزِمٍ، واسْتَمَرَّ الْوَضْعُ هَكَذَا بَيْنَ مَؤيِّدٍ ومُعَارضٍ، حتَّى تَمَّ فَرْضُ وتَثْبيتُ عَقِيدَة تَأْلِيه الْمَسِيح وبُـنُـوَّتِـهِ للهِ بَعْدَ ثَلاثَةِ قُرونٍ في مَجْمَع نيقْيَة سَنَةَ 325م، أي بَعْد رَفْع الْمَسِيح بِحَوالي 300 سَنَة، فَصَار الشَّخْص الْمَسِيحِيُّ عِنْدَمَا يَقُول: اللهُ، الرَّبُّ، أوْ: يَا إلَـٰهِي، فَإِنَّه يَعْني الْمَسِيحَ عِيْسَى ابْنَ مَرْيم.