الركن الثالث : الإيمان بالكتب
يعني الإيمان بالكتب التصديقَ الجازم بأن الله تعالى تكلم بكتب أوحاها إلى رسله، كالصحف المنزلة على إبراهيم والتوراة المنزلة على موسى والزبور المنزل على داود والإنجيل المنزل على عيسى والقرآن المنزل على محمد (صلى الله عليهم وعلى آلهم جميعاً) ليصلحوا الناس ويهدوهم إلى ما فيه فلاحهم؛ قال تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ﴾ [ سورة البقرة - سورة 2 - آية.213].
ويستلزم الإيمان بالكتب حبَّها وتعظيمها والاعتقادَ بأن القرآن الكريم أفضلُها والمهيمن عليها، وأن الله تعالى تكفل بحفظه من أي نقص أو تحريف أو ضياع، حيث قال سبحانه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [ سورة الحجر - سورة 15 – آية.9 ]
. كما قال أيضاً: ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [ سورة المائدة - سورة 5 – آية16 -15 ].
إن فائدة الإيمان بالكتب لتكمن في الاعتقاد بأن الله تعالى هو منزلُ الهدي والواضعُ للشرع وأن المسلم لا يأخذ منهاج حياته إلا مما أوحى الله وأرشد إليه، كما أن الاحتكام لكتاب الله وما ورد فيه من شريعة ربَّانية ليضمن للمؤمن تحقيق الطمأنينة والسعادة في الدنيا والآخرة.