حاجة الأمة إلى فهم أسماء الله وصفاته في الحروب والأزمات
الخطبة الأولى
الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" أما بعد
فيا عباد الله: فإن العبد الصالح إذا تأمل بحق ونظر لحال إخوانه المسلمين في العالم وما يعيشونه اليوم من هزائم متكررةٍ وتقهقرٍ وصلوا إليه، مع استعداء الشرق والغرب عليهم من كل جانب، وتسلطِ الكفار على رقاب المسلمين، حتى لم يعد لهم حول ولا قوةٌ ولا طول ولا تحكم في الأمور، ولا قيادة يسيرون خلفها كما كانت الخلافة الإسلامية في العصور الماضية، ولا تلبث تُبصر بصيص حركة تقوم في بلاد المسلمين إلا وتنطفئ، ولا جُهد فيه عز للإسلام والمسلمين إلا وينتهي بالفشل، وهذا الظلام الحالك الذي يلف بلاد المسلمين من كل جانب سبب نوعاً من اليأس والقنوط، وفي وسط هذه الهزيمة النفسية قبل الهزيمة العسكرية التي يعيشها المسلمون اليوم تظهر الحاجة ملحةٌ لفهم أسماء الله عز وجل وصفاته ، نعم .. إن معرفة أسماء الله وصفاته من الأمور التي تصحح تصوراتِ المسلمين وأعمالِهم، لأن فهمها يُزيل هذه الظلمةَ الحالكةَ ويبررُ ما وصل إليه المسلمون، كما أنها تعين على معرفة أقدار الله الكونية والشرعية، وسننه عز وجل التي يسيِّر بها هذا الكون، إن هذا الفشل وهذه الهزيمة التي يعيشها المسلمون في أصقاع الأرض، لابد من التدبر في سببها، ولابد من التفكير في صنع الله عز وجل الذي قدّرها، والتي كانت بإرادته سبحانه وتعالى، وهنا تأتي أهميةُ معرفةُ أسمائه وصفاته في مثل هذه الأمور لأنها تساعد على تكوين الموازين الصحيحة، التي بواسطتها يستطيع المسلم أن يوجد له مواقفَ ثابتةً من الأحداث الجاريةِ في هذا العالم، فمثلاً .. من صفات الله عز وجل أنه يدبر الأمر، يقول الله جل وعلا في كتابه
" يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ"
فإنك من خلال هذه الآية تفهم أن الله سبحانه يدبر الأمور ويصرفه كف ما شاء، بقدر منه عز وجل ولحِكَمٍ يعلمها سبحانه، فتسْيِرُ أمور العالمِ كلِها وِفْقَ إرادته عز وجل لا تَحيد يمنةً ولا يسرة عما قدره الله سبحانه وتعالى وكتبه في اللوح المحفوظ، إذاً: ليس في هذا العالم وما يحدثُ فيه من خير أو شر، من نصر للمسلمين أو هزيمة، من رفعة لهم أو ضعةٍ عليهم، إلا وهي حادثة بتقدير الله سبحانه وتعالى، وإن ومن صفات الله عز وجل: أنه كلَّ يوم في شأن، قال سبحانه وتعالى
" يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ"
قال المفسرون رحمهم الله" من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرجَ كرباً ويرفع قوماً ويضعَ آخرين" وإلا فمن هو مالك الملك الحقيقي؟ من هو الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء؟ من الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء؟ إنه الله سبحانه وتعالى، فمعرفة هذه الصفات لله عز وجل من الأمور المهمة التي تجعل المسلم يعرف من هو المسيطر الحقيقي على أزِّمة الأمور ومجرياتِ الأوضاع في العالم، إن هذه الحقيقةِ أيها الإخوة قد غابت عن أذهان المسلمين، أو عن أذهان كثير منهم إلا من رحم الله، فكثير من المسلمين اليوم يشعرون من خلال قراءتهم وسماعهم لإخبار العالم وما يدور فيه أن المسيطر على مجرَيات أمور العالم وعلى حروبه، والمسيّرُ للأحداث الجاريةِ أناس من الشرق أو الغرب، يشعر المسلم وهو يسمع أخبار القوى في العالم وممن يملكون أحدث الصواريخ والطائرات والقنابلِ بأنواعها أنهم هم المسيطرون على الأمور، وهم الذين يسيِّرُون دفة العالم، يغيب عن بال بعض المسلمين في هذا الخضم الهائج من الصراعات الدوليةِ على شئون العالم أن هناك غيرُ البشر يسيّر الأمور، ولكن الحقيقة عباد الله أن الآيات تثبت لنا بشكل لا يدع مجالاً للشك مطلقاً أن الله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، يصرف الأمور كيف يشاء سبحانه وتعالى، فقد يرفع أقواماً من الكفار ويكتب الهزيمة على المسلمين، وهذا شيء من تقدير الله عز وجل، وقد جرت أقدار الله في عالم المسلمين أن تكون لهم الكرةُ مرة وعليهم مرة، يقول الله في شأن الآيات النازلة في غزوة أحد
" وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"
فقد يجعل الله النصر والغلبة اليوم لقوم من الأقوام ويجعل النصر والغلبة لقوم آخرين في يوم تالٍ أو أسبوع تالٍ أو شهر تالٍ أو سنة قادمة؟ لقد أنزل الله قوله تعالى
" وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"
في معركة أحد، وكان المسلمون قد انتصروا قبلها في غزوة بدر انتصاراً مبيناً، فرقاناً بين الحق والباطل، فحدث أن كانت الهزيمة للمسلمين في معركة أحد، وقُتل من خيار الصحابة سبعون صحابيا من بينهم عمُ النبي صلى الله عليه وسلم حمزةُ بن عبد المطلب، وحصلت هزيمة عظيمة، وشج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت منه الدماء، ودفع المسلمون ثمن الهزيمة باهظاً من الأرواح والمعنويات التي فقدوها في تلك الغزوة، وظهر النفاق واشتد بعد المعركة ما لم يشتد قبلها، ومن هم المنهزمون؟ إنهم المسلمون، الصفوة المختارة التي قادها أعظم نبي ظهر في البشرية على الإطلاق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سبب الهزيمة ما أظهره الله تعالى في قوله
" حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ "
إنها أربعة أسباب رئيسية ذكرتها الآية هي سبب هزيمة المسلمين في معركة أحد، الفشل والتنازع والمعصية وحب الدنيا، لقد هُزموا في هذه المعركة وكانوا قبلها في بدر منتصرين، ثم انتصروا في الأحزاب، وجاءت معركة حنين، فانهزموا في البداية وانتصروا بعدها، ثم توالت انتصارات المسلمين تفتح البلاد شرقاً وغرباً ، ثم حصلت انتصارات ونكسات أخرى على مرّ التأريخ، على رأسها: ما حصل للمسلمين عندما غزا التتر الكفرة بلاد العالم، فاجتاحوها من الشرق إلى الغرب، قال ابن الأثير رحمه الله وهو يروي حوادث التتر: هذا فصل يتضمن ذِكر الحادثةِ العظمى والمصيبةِ الكبرى التي عمت الخلائقَ وخصت المسلمين، فلو قال قائل: إن العالم منذ خلق الله آدم وإلى الآن لم يبتلّ بمثلها لكان صادقاً، ولعل الخلائقَ لا يرون مثل هذه الحادثةِ إلى أن ينقرض العالمُ وتفنى الأجيالُ إلا يأجوجُ ومأجوج " ويقول عنها ابن كثير رحمه الله" في حوادث سنة (656هـ) قتلوا الرجال والنساء والأطفال [ أي التتر ] وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الأجنة داخل بطون أمهاتها، وفي بغداد لما اجتاحها التتر وكانت حاضرةَ العالمَ الإسلامي ومقرَّ الخلافة الإسلامية، كان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب، فيفتحها التتر بالنارِ ثم يدخلون عليهم، فيهرُب المسلمون إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم في الأسطح حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة [ والميازيبُ جمع ميزاب وهو ما يكون في أعلى البيت يوضع ليجري من خلاله ماء المطر ] فبدلاً من ماء المطر الذي يجري في الميزاب جرت دماء المسلمين، وقام السيف في بغداد أربعين يوماً، فتراوحت التقديرات في قتلى المسلمين خلال هذه الأربعين ما بين مليون إلى مليوني مسلم، وكان القتل في الطرقات وفوق التلال وفي الأفنية والأزقة حتى أنتنت الجيف وتغير الهواء، فحصل بسبب ذلك وباءٌ شديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير، فاجتمع على الناسِ الغلاءُ والوباء والفناء والطعن والطاعون، ولما رحل التتر عن بغداد، خرج من كان تحت الأرض من الناس المختبئين الذين اختبؤا داخل الأقبية وخرج المختبئون في المقابر كأنهم الموتى إذا نُبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضاً، فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه " وساق ابن كثير في حوادثِ سنة (717 هـ) قائلا: لحق ستون فارساً من التتر قافلةً فيها أكثرُ من ألفٍ من المسلمين، فمالوا عليهم فقتلوهم عن آخرهم، فقُتل من تجار المسلمين في تلك القافلةِ ستمائة، ومن عامتهم ثلاثمائة، ولم يبق منهم سوى الصبيان وعددهم سبعون صبياً، فقال هؤلاء التتر: من يقتل هؤلاء؟ فقال واحد منهم: أنا بشرط أن تعطوني مالاً زائداً من الغنيمة، فقتلهم كلهم عن آخرهم سبعين صبياً وطفلاً، ورُدمت بهم خمس من الصهاريج الضخمة حتى امتلأت بهم، ولم يسلم من الجميع إلا رجل واحد عاش ليروي هول هذه المذبحة ، نعوذ بالله من الخذلان اللهم إنا نسألك أن تبصرنا في ديننا، وأن ترزقنا التدبر في كتابك، وأن ترسخ الإيمان في قلوبنا وأن تقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأولين والآخرين، يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد فيا عباد الله: إن هذه الهزائم التي يعيشها المسلمون اليوم قد سببت لهم إحباطاً في نفوسهم ويأساً من نصر الله تعالى، ولعل قائلا يقول: كيف يمكن للمسلمين أن ينتصروا وهم على حال من الشتات والانقسام ؟! كيف يمكن أن ينتصروا والشرقُ والغرب من الشيوعيين والرأسماليين ومن بينهما من الطبقات الكافرة يملكون من القوى والأسلحة والعتاد العسكري والعدة ما يفوق المسلمين بأضعافَ كثيرة؟ بل لا يمكن أن يُقارن على المستوى المادي العسكري بين قوة المسلمين وبين قوة الكفار اليوم، كيف يمكن أن ننتصر وكل يوم تتجدد المذابح، وتتجدد الهزائم المتوالية، وتُحتل أراضٍ جديدة من أراضي المسلمين، والنكسات في داخل بلاد المسلمين وخارجها حاصلة، ودائرةُ التخطيط على المسلمين قائمة على قدم وساق؟ إن هذه الهزيمة النفسية التي يعيشها المسلمون اليوم سببت لهم أنواعاً كثيرةً من الأضرار ويكفي أنها أفقدت المسلمين القدرة على إيجاد التصورات الصحيحة التي يستطيعون من خلالها أن يسيروا بها في حياتهم كما أنها أفقدتهم القدرة على التفكير السليم، لأن من يعيش في أجواء الهزيمة يَفْقُدُ القدرة على الابتكار والعطاء والإنتاج، وهذا من أسباب تخلف المسلمين اليوم، حتى وصل الحال بهم إلى أنهم لا ينتجون بل يكتفون باستيراد أتفه المنتجات من بلاد الكفار، فلم يعد عندهم القدرة على الإنتاج في جميع الأنواع حتى في المجالات الشرعية، لذلك قلّ علماء المسلمين، وقل الإنتاج الحقيقي الذي له ثقل في مجال العلوم الشرعية، وقل الدعاة والمصلحون، وانحصر الإسلام في نفوس الناس، وتشوهت الفكرة الإسلامية والعقيدة الإسلامية في نفوس كثير من المسلمين، فلم يعرفوا من القرآن إلا رسمه وكيفية كتابته، هذا إن قرءوه قراءة صحيحة، وجهلوا معانيه وما انطوى عليه من الحكم والأحكام، وإلا فهل فكرنا كيف كان المسلمون إلى عهدٍ قريب قبل بضع مئات من السنين يحكمون العالم ؟ إليكم هذه التواريخ والأحداث: في عهد آخر خلافةٍ قامت للمسلمين وهي الخلافة العثمانية في عام (1683م) يعني قبل أقل من أربعمائة سنة- فتحت جيوش هذه الخلافة بولندا والنمسا، التي هي الآن من معاقل الكفرة ودول الكفر، بل وأصبحت على أسوار فيينّا عاصمة النمسا ورفع المسلمون على عتبات تلك الدول الأذان، وكان الاتحاد السوفيتي – التي هي روسيا حاليا- تحت سيطرة الدولة العثمانية ، كما أن بلاد القوقاز وما وراءها وبلاد تركستان تابعة للخلافة العثمانية، وانتهى حكم المسلمين المغول في الصين في عام (1644م) هذه البلاد التي فتحها المسلمون التي ربما بعض المسلمين اليوم لا يعرف أصلاً أن المسلمين قد حكموا الصين في يوم من الأيام، ولا يُتصور أن الصين التي تدين اليوم بالشيوعية والإلحاد آلاف الملايين كانوا يوماً من الأيام يُحكمون من قبل المسلمين، وفي عام (1526م) فتح المسلمون العثمانيون المجر وهَنْغَارْيَا، وفي عام (1537م) فتح المسلمون أجزاء من إيطاليا ودخلوا مدينة أترانتو الإيطالية، ووصلت جيوش المسلمين في عهد الخلافة العثمانية في عام (1543م) إلى فرنسا واحتلوا مدينة نيس وطولون وأقاموا فيها مسجداً ورفع شعارات التوحيد ، وحدِّث عن أسبانيا التي بقيت ثمانية قرون في أيدي المسلمين، واستكمل المسلمون وسيطروا على شبه القارة الهندية في عام (1586م)، إن هذه الأحداث وهذه الأشياء التي حدثت في الماضي تنبئ عن أنه بمقدور الإسلام أن ينتشر، وبمقدور المسلمين بإذن الله عز وجل أن يستولوا على ما شاءوا بإذن الله إذا ما توافرت عندهم شروط النصر، لقد حدث للمسلمين نصر وهزيمة، وهزيمة ونصر، كما مر معنا قبل قليل ففي بدر نُصروا وفي أحد هزموا، ثم نصروا ثم هزموا ، ثم جاء التتار فانهزم المسلمون هزيمة شديدة، ثم ظهر صلاح الدين الأيوبي وحرر أراضي المسلمين من النصارى، ثم حصلت هزائم أخرى متوالية، ثم ظهرت الخلافة العثمانية، ثم نحن نعيش الآن في عصر الهزيمة، إذاً: يمكن أن يحدث بعد هذه الهزيمة نصر بإذن الله عز وجل، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وأعداء الإسلام يخططون ويدبرون، وعندهم جيوش جرارة ولاشك، وكل يوم تحصل هزائم وانتصارات، لكن من الذي وراء الحقيقة؟ من الذي يدبر الأحداث كلها؟ من الذي فوق كل شيء ذاتاً وصفة، وله علو الذات والصفة والقهر والغلبة؟ إنه الله عز وجل، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم وارزقنا معرفتك ومعرفة أسمائك وصفاتك وعبادتك بها يا رب العالمين! اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه، اللهم واجعلنا من الذاكرين لك كثيراً، ومن الشاكرين لنعمك! اللهم واجعلنا من جندك وأوليائك وأتباع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم وارزقنا النصر في العقيدة، اللهم وارزقنا النصر في القوة على أعدائك يا رب العلمين! اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الزيغ والفساد، والبدعة والعناد، اللهم وانشر دين المسلمين في أصقاع الأرض يا رب العالمين! اللهم وهيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك، اللهم واجعل يوم النصر قريباً يا رب العالمين! وصلوا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أمركم ربكم بالصلاة عليه، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.