التعريف باسم الله (التواب)
هو اسم من أسماء الله تعالى، بصيغة المبالغة على وزن (فعَّال).
قال الإمام الغزالي في اسم الله التواب: هو الذي يرجع إلى تيسير أسباب التوبة لعباده مرة بعد أخرى بما يُظهر لهم من آياته ويسوق إليهم من تنبيهاته ويُطلعهم عليه من تخويفاته وتحذيراته حتى إذا اطلعوا بتعريفه على غوائل الذنوب استشعروا الخوف بتخويفه فرجعوا إلى التوبة فرجع إليهم فضل الله تعالى بالقبول. [المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى: 505هـ)، ص 139].
وقال السعدي: التواب الذي لم يزل يتوب على التائبين، ويغفر ذنوب المنيبين فكل من تاب إلى الله توبة نصوحا تاب الله عليه.
وتوبته على عبده نوعان:
أحدهما: أنه يوقع في قلب عبده التوبة إليه، والإنابة إليه، فيقوم بالتوبة وشروطها من الإقلاع عن المعاصي، والندم على فعلها، والعزم على أن لا يعود إليها، وإستبدالها بعمل صالح.
والثاني: توبته على عبده بقبولها وإجابتها، ومحو الذنوب بها فإن التوبة النصوح تجب ما قبلها. [تفسير أسماء الله الحسنى، أبو عبد الله، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي (المتوفى: 1376هـ)، ص 176].
وقال صاحب التتمة - رحمه الله -: ومما تجدر الإشارة إليه أن التوبة دعوة الرسل، ولو بدأنا مع آدم عليه السلام مع قصته ففيها {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}، ومعلوم موجب تلك التوبة.
ثم نوح عليه السلام يقول:
{رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَلِوَالِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}.
وإبراهيم عليه السلام يقول: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. [الجموع البهية للعقيدة السلفية التي ذكرها العلامة الشِّنقيطي في تفسيره أضواء البيان، أبو المنذر المنياوي، 2/441].
ولا بد لهذا الاسم من متعلق، فلا بد من توبة لتقبل، ومن سور القرآن الكريم (سورة التوبة).