التعريف بأسماء الله (العلي - الأعلى - المتعال)
العلي: فعيل من العلو والعلاء، والعلاء الرفعة والسناء والجلال.
فهو العالي على كل شيء، الذي علا عن كل عيب وسوء ونقص.
والأعلى: مفهوم في اللغة أنه أعلى كل شيء، وفوق كل شيء.
فهو الأجل والأعظم من كل ما يصفه به الواصفون.
والمتعال: أي على كل شيء.
والعلي والأعلى والمتعال تدل على معنى العلو: علو الشرف وعلو الذات، وهذه وإن دلت على معنى واحد إلا أنها أيضاً ثلاثة أسماء لله سبحانه وتعالى.
ومن لوازم اسم الله العلي: العلو المطلق بكل اعتبار، فله العلو المطلق من جميع الوجوه:
1- علو الذات، فالله تبارك وتعالى مستو على عرشه، وعرشه فوق مخلوقاته، كما قال تعالى:
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس: 3]
وقال:
{اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه 5]
والله مستو على عرشه فوق عباده، كما قال تبارك وتعالى:
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]
وقال:
{يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 50]
2- علو القهر والغلب، كما قال تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الزمر: 4]
. فلا ينازعه منازع، ولا يغلبه غالب، وكل مخلوقاته تحت قهره وسلطانه، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وقد وصف الحق – تبارك وتعالى – نفسه بصفات كثيرة تدل على علو القهر والغلب كالعزيز، والقوي، والقدير، والقاهر والغالب ونحو ذلك. قال سبحانه:
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]
3- علو المكانة والقدر، وهو الذي أطلق عليه القرآن: (المثل الأعلى) كما في قوله تعالى:
{وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ} [النحل: 60]
، وقوله:
{وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الروم: 27]
ومن كمال علوه أن لا يكون فوقه شيء، بل يكون فوق كل شيء، فهو عالٍ على كل شيء في ذاته وصفاته وأفعاله.
وسميت سورة في القرآن الكريم باسم (الأعلي).
[المرتبع الأسنى في رياض الأسماء الحسنى، من كتب ابن القيم، جمع وإعداد: عبد العزيز الداخل ص 415، الكتاب: شرح القواعد المثلى، عبد الرحيم بن صمايل العلياني السلمي 3/5، التفسير الوسيط، د/ وهبة بن مصطفى الزحيلي 3/1151، 2862].