الشبَهات حول اسم الله (الجبار)
الشبهة الأولى:
يقول القائل إنه لا يجوز وصف الله تعالى بالتجبر لأنه صفة مذمومة وتحمل معنى القهر؟
الرد عليها:
التجبر صفة كمال لله و صفة نقص عند البشر لأن كلمة جبار بدون ألف ولام التعريف تستخدم كصفة من صفات الأفراد ، وفي هذه الحالة تكون بمعني القهر والطغيان .. فهي في حق الإنسان صفة ذميمة ، ويتجلى ذلك في العديد من الآيات القرآنية
منها قوله تعالى :
( وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) هود 59
و توعد الله الجبابرة بالعذاب والنكال كما في قوله تعالى :
( وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) إبراهيم 15
وفي الحديث: (يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تـُبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول: إني وكلت بثلاث بكل جبار عنيد،وبكل من دعا مع الله إله آخر،والمصورين.)
و في القرآن ما يفيد أن التجبر سببا للطبع على القلوب فلا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا كما في قوله تعالي :
(كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) غافر 35
ولذلك ينفي الحق جل وعلا عن نبيه يحيى عليه السلام هذه الصفة فيقول :
(وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) مريم 14
كما نفاها نبيه عيسى عليه السلام عن نفسه :
(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) مريم 32
ونفي الجبر هنا هو نفي للطغيان والقهر والتحكم في مخلوقات الله عز وجل لمنافع وأهواء شخصية بشرية.
أما الجبار بألف ولام التعريف فهو اسم من أسماء الله الحسنى ..
وإن كانت صفة الجبر كما ذكرت كوصف للمخلوق صفة ذميمة ، فهي في حق الله عز وجل من الصفات الواجبة لكماله المطلق .
والمسلم أحياناً تتداخل عنده صفات البشر مع صفات الخالق فلابد من التوضيح بأن هناك صفات إذا نسبت إلى الخالق فهي صفات كمال أما إذا نسبت إلى المخلوق فهي صفات نقص ، فإذا وصفنا إنساناً بأنه جبار فهذه صفة نقص فيه ،فهذا الإنسان الذي يوصف بأنه جبار هل بإمكانه أن يضمن استمرار حياته إلى ثانية واحدة ؟
عشرات الأشخاص كل يوم يموتون بسبب وبلا سبب ومع تقدم العلم أصبح يقول الطبيب سكته دماغية أو سكته قلبية أو هبوط مفاجئ في وظائف الكليتين أو تشمّع الكبد .... ونحن بين أظهرنا أشخاص كثيرون كانت لهم آمال طويلة جداً كل هذه الآمال تبددت لأن خللاً طفيفاً جداً أصابهم .
فإذا قلنا فلان جبار فإننا نصمه بالحمق لأنه يدعي ما ليس له ، يدعي حجماً ليس بحجمه، يدعي قوة ليست بقوته !!!
أما إذا وصفنا خالق الكون الواحد الأحد الفرد الصمد الحي القيوم الذي لا راد لحكمه إذا وصفنا خالق الكون بأنه جبار فهذه صفة مدح وصفة تنزيهية من جهة وصفة من صفات الذات لله عز وجل.
فالجبروت المذموم هو أن تقهر إنسانا على مالا يريد ، والحق تبارك وتعالى لا يفعل ذلك .. وإذا قهر جل وعلا مخلوقا على شئ فثق أن في هذا القهر مصلحة حتى وإن عجزت عن إدراكها .
على سبيل المثال : جسم الإنسان والذي يتكون من عدة أجهزة كالجهاز الهضمي والتنفسي والعصبي وخلافه .. تجد أن هذه أجهزة مقهورة قهرا إلهيا على العمل بالنحو الذي تعمل به .
فالقلب مثلا يعمل بلا أدنى تدخل من الإنسان ، كما أن الإنسان لا يستطيع أن يوقف قلبه عن العمل .
وهكذا شأن سائر الأجهزة .. كلها تعمل بنظام ثابت ومحكم بلا تدخل من الإنسان لأنها مقهورة على أن تقوم بهذا العمل أو ذاك ، فالقهر هنا نعمة من نعم الله عز وجل على الإنسان وينبغي أن نحمده على جبروته الذي أخضع له هذه الأجهزة .
وإذا تأملنا أيضا النظام الكوني وعلى وجه الخصوص المجموعة الشمسية نجد أن الشمس تدور حول نفسها بسرعة معينة .. كذلك الأرض وسائر الكواكب الأخرى تدور حول نفسها بما يترتب على ذلك من تعاقب الليل والنهار وتدور أيضا حول الشمس بما يترتب على ذلك من تعاقب فصول السنة .
وهذه الدورات تتم في تناسق معجز يكفل انتظام تعاقب الليل والنهار وانتظام تعاقب فصول السنة .. ما الذي يجعل هذه الكواكب والتي هي أجسام جامدة تسير كأنها كائنات عاقلة حكيمة ؟!!
إنه الجبروت الإلهي .. الذي أخضع هذه الأجسام للإرادة الإلهية .
وهذا أيضا يستلزم منا الحمد لله عز وجل ، لأنه لو لم يقهر الكون على هذا العمل المحكم المنظم لما دامت لنا حياة على الأرض .
فالجبار كاسم ووصف من أوصاف الحق عز وجل يمثل صفة من الصفات الواجبة لكماله المطلق عز وجل . وإذا كان الجبر يرادف القهر في أحد معانيه .. فإنه قهر يحقق النفع والمصلحة للإنسان ويدفع عنه الضرر .
إن الجبر الإلهي بكل معانيه صفة من صفات الكمال الإلهي المطلق .. ولا يستعمل الحق جل وعلا جبروته في موضع إلا تحقيقا لخير أو دفعا لشر .. وهو سبحانه مستحق للحمد على جبروته كما هو مستحق الحمد على رحمته ومغفرته وكرمه.
الشبهة الثانية:
يقول القائل: إذا كان الله يجبرنا على فعل ما أراد فلماذا يعاقبنا على المعصية؟
فهل يصحُّ الاحتجاج بالقدر على المعصية؟
الرد عليها:
كثيرٌ ما يوجِّه الدُّعاة إلى الله والنَّاصحون بعض المدعوين والمنصوحين وينصحونهم: يا فلان لا تفعل كذا، أقلع عن المعصية الفلانية، لماذا أنت مقيم على المعصية؟ يقول: لأنَّ الله ما قدَّر لي الهداية، فإذا قدَّر لي الهداية سأترك هذه المعصية، ولو شاء الله ما أشركنا، ويقول: إنَّا تبع المشيئة، نقول: حجبت نصف الحقيقة، أنت تبع المشيئة ونحن تبع المشيئة، لكن الذي مشيئته أنت تحتها أمرك بالعمل، وأين العمل؟ فأنت تقول أنك تحت المشيئة ولا تعمل، إذاً متى ستهتدي؟ وألطف هؤلاء جواباً الذي يقول: ادع لي بالهداية، لا يعمل شيء، وكأنَّها قضية علينا معاشر الدُّاعاة، تقول له: اترك الدخان، يقول ادع الله أن يجنبني هذا، فأنا اعمل بالدَّعوة وأنت ماذا تفعل؟ تستمر على التدخين، إذاً متى تهتدي؟ متى تقلع عن الذنب.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذَّنب باتفاق المسلمين، وسائر أهل الملل وسائر العقلاء؛ فإنَّ هذا لو كان مقبولاً لأمكن كل أحد أن يفعل ما يخطر له من قتل النُّفوس وأخذ الأموال وسائر أنواع الفساد في الأرض ويحتج بالقدر"[مجموع الفتاوى: 8/179].
يقولون: قد كُتب كل شيء، فقاتل مجرم يقول مكتوب، وكل ما نلومه على ذنب قال: مكتوب ومقدَّر، وهذه حجة الكفار:
{ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا} [الأنعام: 148]
فاعتبر الله هذا تكذيباً: كَذَلِكَ كَذَّبَ فنفس الحُجَّة استعملها الأولون:
{ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ } [الأنعام: 148]
فاحتجُّوا بالقدر على شركهم، ولو كان احتجاجهم بالقدر على الشِّرك الذي وقعوا فيه صحيحاً ما كان الله عذبهم، فلماذا يعذبهم؟
{ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } [النساء: 165]
ثم إنَّ الله أمر العبد ونهاه فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]، ولو كان العبد مُجبراً على الفعل ما كان عليه معصية ولا عليه جزاءٌ ولا عقاب، ثم نقول للعاصي: عندما نقول لك لماذا لا تغير مسيرتك ولا تسلك سبيل الحق وتتبعه؟ يقول: مُقدَّر ومكتوب، أسألك يا أيها العاصي هل اطلعت على اللوح المحفوظ ورأيت أنَّه مكتوب عليك إلى آخر عمرك أنَّك ستبقى على الكفر وعلى المعصية وعلى الضَّلال؟ إذاً ما يدريك يا أيها المدَّعي أنَّه مكتوب عليك أن تبقى في المعصية، هو إلى الآن وإلى هذه اللحظة مكتوب عليك من قبل، لكن مستقبلاً هل اطلعت على اللوح المحفوظ وعرفت أنَّك ستبقى على المعصية؟ فتقول أنا مستقبلي معروف، وقد اطلعتُ على اللوح المحفوظ ومكتوب عليّ أنَّي سأبقى ضالاً إلى آخر عمري، فلماذا اهتدي ولماذا اتخذ سبيل الهداية؟ فلو أنك اطلعت على اللوح المحفوظ لصدقت، ولو أنك اطلعت حقيقةً فحاول تعمل الخير حتى تقول إني فعلت ما عليّ يوم القيامة، وهل اطلعت أنَّ الله جعل عليك خاتمة السُّوء؟ وهل اطلعت على اللوح المحفوظ أنَّ الله قد كتبك من أهل النَّار؟ فأنت لم تطلع، ومن يقول أنه اطله فهو كذَّاب، ولذلك يقال له: القدر سِرٌ مكتومٌ، لا يعلمه أحدٌ من الخلق إلا بعد وقوعه، ولو سلمنا للمحتج بالقدر لتعطلت الشَّرائع، ولو كان الاحتجاج بالقدر صحيحاً لقبل الله حجة إبليس لما قال: فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي [الأعراف: 16].
انظر إلى إبليس احتجَّ:
{ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ } [الأعراف: 16]
وسأفعل المعصية أضعافاً مضاعفة عليّ وعلى غيري:
{ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } [الأعراف: 16-17]
وأزيد الطَّينَ بِلةً وأعمل معصيتي وأركَّب عليها معاصي الخلق كلهم، هذا منهج وحجة إبليس، ولو كان الاحتجاج بالقدر على المعصية صحيحاً لقبل الله عذره، ولتساوى فرعون وموسى، فهذا مقدَّر ومكتوب، فرعون إذاً لا يُعاقب؛ لأنَّه مسكينٌ ومقدر عليه وما له ذنب، والاحتجاج بالقدر على الذُّنوب والمعائب تصحيح لمذهب الكُفَّار، ولو كان هذا صحيحاً لاحتجَّ به أهل النَّار، لو كان الاحتجاج بالقدر صحيحاً إذا جيء بأهل النَّار يوم القيامة إلى النَّار سيقولون: كتبتَ علينا وقدَّرتَ علينا، وما لنا ذنب ونحن مساكين، ولماذا تُدخلنا جهنَّم، لكن الله لم ينقل هذا عنهم أبداً، بل بالعكس يقولون: ربنا أخِّرنا إلى أجل قريب ونأخذ بأسباب دخول الجنة و
{ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ } [إبراهيم: 44]
{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } [الملك: 10]
{ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ } [المدثر: 44]
يتحسفَّون ويتحسَّرون، لك فإنَّ مما يُردُّ به أيضاً على هؤلاء المكذِّبين أو هؤلاء المحتجين بالقدر على المعصية يقال لهم: لماذا أنتم في مسألة الطَّاعات والمعاصي تقولون نحن مجبورون؟ وفي مسائل الدُّنيا وتحقيق الأرباح والاختبارات والشَّهادات، وتحصيل الأموال قدرية؟ نحن نعمل ونكدح ونفعل ونخلق أرباحناً وأعمالنا وأفعالنا، سبحان الله! ولماذا إذا أنتم صرتم في الدُّنيا تعملون أسباب النَّجاح، وكذلك في الاختبارات والحصول على الوظائف والتِّجارة، وتسافرون وتبيعون وتشترون لتحصيل الأرباح والأموال، ثم في أمر الآخرة تقولون: مكتوب علينا، وما نُغيِّر، فهو مكتوب علينا، ثم لا تعملون أسباب دخول الجنَّة، ولا تتقون أسباب دخول النَّار، كما قال بعض السَّلف: "أنت عند الطَّاعة قدريٌّ وعند المعصية جبريٌّ" [منهاج السنة النبوية: 3/10].
فأي مذهب وافق هواك تمذهبت به، فبعض النَّاس يعملون الطَّاعات لكن يقول: الذي استطيعه سأفعله، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فأنت ما استطعت أن تعمل الطَّاعة حتى أعانك الله عليها، وقال شيخ الإسلام رحمه الله عن المحتجين بالقدر: "هؤلاء القوم إذا أصرُّوا على هذا الاعتقاد كانوا أكفر من اليهود والنصارى" [مجموع الفتاوى: 8/262].
فتصور لو قبلنا الاحتجاج بالقدر على المعاصي لتعطَّلت الحدود والتَّعزيرات، ومسحنا باب العقوبات والجزاءات؛ لأنَّ كل قاتل وسارق وزاني وشارب خمر ومرتشي ومعتدي وقاذف كل ما أردنا أن نقيم عليه الحد نجلدك؟ يقول: لا، فهذا مكتوب عليّ، وما لي ذنب، فإذاً تتعطل الحدود والتَّعزيرات، ولو كان الكلام هذا مقبولاً أن يحتج بالقدر على المعصية ويُخرج نفسه بريئاً، فإذاً لا داعي للتَّوبة والاستغفار، فكيف يتوب وهو ما أذنب بل كل شيء مُقدَّر ومكتوب وما له حول ولا قوة ولا مشيئة ولا اختيار ولا إرادة، فهو كالرِّيشة في مهب الرِّيح، وكالسَّاقط من أعلى إلى أسفل، فهذا الشَّخص إذاً لماذا يتوب ويستغفر؟
الشبهة الثالثة:
قد يقول القائل في دعائه: " اللهم يا جبار اجبرني جبراً يتعجب منه أهل السموات والأرض " وهو دعاء غير مأثور.
الرد عليها:
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
" فيما ثبت في الوحيين من الأدعية والأذكار غنية عن الأدعية والأذكار المخترعة " .
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة"(1 / 53) .
فقول القائل في دعائه: " اللهم يا جبار اجبرني جبراً يتعجب منه أهل السموات والأرض " لا نرى له وجها؛ لما يلي :
أولا : لا نعلمه مأثورا عن أحد من السلف .
ثانيا : هذا من سؤال الله جبر الرحمة، وطلبه وحصوله لا يستدعي التعجب من أهل السماء؛ فمن عرف سعة رحمة الله ، وعظيم فضله على عباده ، وإنعامه عليهم : لم يتعجب كل هذا العجب ، إذا علم أن الله جبر بعض عباده ، ولو كان عاصيا فتاب عليه ، أو مبتلى فعافاه ، أو محتاجا فأعطاه ، أو مريضا فشفاه ، أو نحو ذلك ؛ فما عند الله من الرحمة والعطاء : فوق ذلك ، بما لا يقدر قدره .
ويكفي المسلم أن يسأل الله أن يجبره ، كما روى الترمذي (284)، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ:
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي)، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي"
وروى الطبراني في "المعجم الكبير" (7811) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (116)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ : " أنه كان من دعاء النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَلَاةٍ : اللهُمَّ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَخَطَايَايَ، اللهُمَّ أَنْعِشْنِي، وَاجْبِرْنِي، وَاهْدِنِي لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ، فَإِنَّهُ لَا يَهْدِي لِصَالِحِهَا، وَلَا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ .
وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (1266) .
فيكفي المسلم أن يسأل الله أن يجبره ، كما ورد في السنة ، ولا يزيد على ذلك ، بما لا وجه له من التكلف ، والتألي على الله ، والزيادات الباطلة .
قال القرطبي رحمه الله :
" فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله وصحيح السنة من الدعاء، ويدع ما سواه ، ولا يقول أختار كذا ؛ فإن الله تعالى قد اختار لنبيه وأوليائه، وعلمهم كيف يدعون " .
انتهى من"الجامع لأحكام القرآن" (4 /231) .