الإخلاص في الاستغفار
أخرج البخاري عن شداد بن أوس رضي لله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفِر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، مَن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يُمسي، فهو من أهل الجنة، ومَن قالها من الليل وهو موقنٌ بها فمات قبل أن يُصبح، فهو من أهل الجنة".
إن العبد يسير إلى الله عز وجل بين مطالعة المنة ومشاهدة النفس، وإذا أراد الله بعبده الخير، وأن يسلك به سبيل المخلصين، بصَّره نفسَه، فإن اعتراف المرء يَمحو اقترافه، كما أن إنكار الذنوب ذنوب.
قال المناوي رحمه الله في فيض القدير: 4 /120: "من قالها من النهار موقنًا بها"؛ أي: مخلصًا من قلبه، مصدقًا بثوابها، فمات من يومه ذلك، فهو من أهل الجنة؛ أي: ممن استحق دخولها مع السابقين الأولين، أو بغير سبق عذاب، وإلا فكل مؤمن يدخلها وإن لم يَقُلْها، واللفظ المذكور إنما يكون سيد الاستغفار إذا جمع النية والتوجه والأدب.