التعبد بأسماء الله (الحافظ - الحفيظ)
1- أن يؤمن العبد بأن الله حافظ كل شيء:
فهو الحافظ لهذه السماوات والأرض ومن فيهما
{ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 32]
كما يحفظ الإنسان من الشرور والآفات والمهالك ويحفظه أيضًا من عقابه وعذابه وسخطه إن هو حفظ حدود الله واجتنب محارمه.
2- أن يعلم العبد أن المحفوظ من حفظه الله:
فمن شاء الله أن يضيع أو يضمحل أو يهلك فإنه ضائع هالك لا محالة، فقد تكفل سبحانه بحفظ كتابه على مر العصور فقال سبحانه:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]
3- الله سبحانه يحفظ أعمال عباده فلا يضيع شيء منها:
كما لا يخفى عليه صغيرها ولا كبيرها فيوافيهم بها يوم الحساب، وقد وكل الله بذلك حفظة كراما من الملائكة
{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 10 - 12]
4- أن يحفظ العبد ما أمر الله بحفظه:
فحفظ الله تعالى في حفظ أوامره وحفظ نواهيه، فمن أوامره:
التوحيد: فهو أعظم ما يجب على العبد حفظه: فمَن حفِظ توحيده في الدنيا حفِظه الله تعالى من عذابه يوم القيامة وسلَّمه وأمَّنه، وكان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ويجيره من النار ، روى البخاري من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معاذ بن جبل قال: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: هل تدري ما حق الله على العباد؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم! قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً. ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ بن جبل! قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم! قال: ألا يعذبهم».
الصلاة: وما أدراك ما الصلاة..؟ قال سبحانه:
﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة:238]
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون:9]فمن حافظ على الصلوات وحفظ أركانها حفظه الله من نقمته وعذابه وكانت له نجاة يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم:
«اكلفوا من العمل ما تطيقون، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة »
السمع والبصر: ومما أمرنا بحفظه السمع والبصر والفؤاد، قال سبحانه:
﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء:36]
فاحفظ سمعك فلا تسمع إلا ما يرضيه، واحفظ بصرك فلا تنظر إلا إلى ما يرضيه، واحفظ قلبك فلا يمتلئ إلا بما يحبه ويرضيه، واحفظ عقلك فلا تفكر إلا في طاعته ومراضيه.
حفظ الفروج: ومما أُمرْنا بحفظه الفروج، قال سبحانه:
﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ [النور:30]
﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور:31]ومدح الله المؤمنين والمؤمنات بذلك فقال:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ [المؤمنون:5]
حفظ الأَيْمان: ومما أُمرْنا بحفظه الأَيْمان، فقال سبحانه:
﴿وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ﴾ [المائدة:89]
﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة:224]لأن حفظ اليمين يدل على إيمان المرء وورَعه، فكثير من الناس يتساهلون في الحلف والقسم، وقد تلزمه الكفارة وهو لا يدري، أو يعجز عنها فيقع في الإثم لتضييعه وعدم حفظه لأيمانه.
حفظ الجوارح: عن معصية الله وأهمها اللسان.
[النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى لمحمد الحمود النجدي 1/ 342 – 354].
5- أن يسأل الله أن يحفظه:
ومن أعظم الحفظ حفظ القلب والدين من الكفر والشرك والبدع، ومن أهم أسباب الحفظ المحافظة على الأذكار.