مقدمة


الشيخ ندا أبو أحمد

الأرض إذا كانت طيبة، والبذرة صالحة، وتم تعهد الزرع من خدمة وري وحفظ من الآفات نما الزرع وكمل، وأخرج الثمرات اليانعة بإذن ربه، وليست هناك أرض أطيب من قلب المؤمن، وليس هناك بذرة أطيب من كلمة التوحيد، فإذا تم التعهد بالعلم النافع والعمل الصالح أينعت البذرة، فخرجت أصولها وجذورها ممتدة في أرض قلب المؤمن، وجذور هذه الشجرة هي أصول الإيمان الستة:

(الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره).

وساق الشجرة المباركة الإخلاص والمتابعة، حتى تكون الشجرة أطيب شجرة، وحتى تكون الثمار أطيب الثمار وألذها، فما يزال العبد المؤمن المتبع للسنة يغذي إيمانه، ويزداد يقينه، فتزداد الشجرة رسوخا في قلبه فلا تزحزحها رياح الشبهات والشهوات، وتخرج ساقها تسر الناظرين عالية في السماء، وارفة الظلال، طيبة الثمار، ومن بركة الشجرة أنها تثمر كل حين بإذن ربها، فأشجار الدنيا يظل أصحابها يخدمونها ويتعهدونها طوال العام حتى تثمر مرة واحدة، ولكن هذه الشجرة المباركة تثمر الثمرات الكثيرة المتنوعة كل حين، فلا يكاد يمضي على المؤمن زمن قليل حتى يجني ثمرة من ثمرات الإيمان، وتبلغ الثمرة كمالها ونضجها، إذا كان الله ورسوله أحب اليه مما سواهما، وصار العبد يحب لله ويبغض لله، وصار يكره العودة الي الكفر كما يكره أن يقذف في النار، ولا يذوق طعم الثمرة إلا من رضي بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد ﷺ نبياً ورسولاً.

وإذا فقد العبد حلاوة الإيمان بعد أن تذوقها لا تعوضه جميع لذات الدنيا وشهواتها، ومن ذاق عرف ومن حُرِمَ انحرف.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا حلاوة الإيمان وأن يتوفانا مؤمنين ويلحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفرطين.


التالى

مقالات مرتبطة بـ مقدمة

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day