المعطي
الدليل:
ورد اسم الله المعطِي في السنة النبوية، فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَ صلى الله عليه وسلم يقول: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، واللَّهُ المُعْطِي وأَنَا القَاسِمُ)؛ رواه البخاري.
المعنى:
المعطي من العطاء، يقال:أعطاه الشَّيء، أي: وهبه إياه، ومَنَحَه وناوَلَه.
والله المعطي، أي: الواهب عطاءَه وَجُودَه ورحمتَه لمخلوقاته، فعطاء الله تعالى عامٌّ لجميع الخلائق، وعطاؤه سبحانه واسعٌ لا حدود له، قال الله تعالى: ﴿ كُلّاً نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: ٢٠]، فهو سبحانه يعطى الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، وأما الآخرة فلا يعطيها إلا لمن يحب، قال عليه الصلاة والسلام: (وإنَّ اللهَ يُعطي الدُّنيا من يُحبُّ ومن لا يُحبُّ، ولا يُعطي الإيمانَ إلَّا من أحبَّ) قالالذهبي في (التلخيص): صحيح الإسناد، وصحّحه الألباني في (السلسلة الصحيحة)، وأفضل عطاء وأكمله هو عطاء الآخرة، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ [هود: ١٠٨]، أي: عطاء غير مقطوع.
مقتضى اسم الله المعطي وأثره:
من آثار اسم الله المعطي يقين العبد بأن العطاء والمنع من الله تعالى، فهو سبحانه يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، وأن أفعاله سبحانه من العطاء والمنع راجعةٌ لحكمته وعلمه، وأن عطاءه الدنيوي لا يدل على رضاه عن العبد، كما أن مَنْعه لا يدل على سَخَطِه عليه، فقد يكون أحدٌ ممن ناله من عطاء الله في الدنيا ولكنه شقيٌ خاسرٌ في الآخرة، وقد يكون أحدٌ محروماً من العطاء في الدنيا ولكنه سعيدٌ فائزٌ في الآخرة.
كما أن هذا الاسم يحث العبد على العطاء والبذل والإنفاق في وجوه الخير، فَمِنْ تمام شُكْر الله على نعمه وآلائه وعطائه أن يعطي العبد مما أنعم الله عليه لغيره، وأن يبذل مما أعطاه الله للمحتاجين والمحرومين.