الغفار - الغفور
الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الأنعام: ١٦٥].
وقال عز وجل: ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ [ص: ٦٦].
المعنى:
الغفّار والغفور من المغفرة والغفران، وهي في اللغة: السَّتْر، وكل شيء سترته فقد غفرته، والمغفرة من الله عز وجل ستره للذنوب وعفوه عنها.
والغفور أبلغ من الغفّار، والغفّار والغفور: التام المغفرة الكثير الغفران.
والاستغفار طلب المغفرة من الله تعالى، بأن يستر على العبد ذنبه ويتجاوز عنه، فهو سبحانه خير الغافرين، لذلك شرع الله تعالى لعباده الاستغفار، وعلّمنا رسولُنا صلى الله عليه وسلم سيّد الاستغفار، وهو أفضل صيغة للاستغفار، قال عليه الصلاة والسلام: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ) رواه البخاري.
مقتضى اسمي الله الغفّار الغفور وأثرهما:
سمّى الله نفسه بالغفّار والغفور لكي يعلم العبد بأن له رباً يغفر الذنوب ويسترها عليه، فإن من طبيعة الإنسان الخطأ والوقوع في الذنوب، فهو ليس بملَكٍ وليس بمعصوم، بل قال النبي صلى الله عليه وسلم عن طبيعة بني آدم: (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الترمذي وغيره، وقال ابن حجر في (بلوغ المرام): سنده قوي.
فإذا عَلِم العبدُ بأن ربه يغفر الذنوب جميعاً، رجع إليه وتاب واستغفر وندم، مهما كانت ذنوبه كبيرة، قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزُّمر: ٥٣]، وهذا فضل من الله تعالى وإكرام، فإنه عزّ وجلّ غني عن العالمين، ومع ذلك يتفضّل على عباده بالمغفرة والتوبة.