الرزاق
الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: ٥٨].
المعنى:
الرزّاق من صيغ المبالغة من اسم الرازق، ومعناه المتكفل بأقوات الخلق كلهم، قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ هود: ٦، فالله تعالى هو القائمُ على كلِّ نفس بما يقيمها، وهو الذي يسوق الأرزاق والأقوات لجميع الخلائق أينما كانوا، في الأرض وفي السماء، وفي قاع البحار وباطن الأرض وقمم الجبال.
والله عزَّ وجلَّ عندما رزقنا فهو غنيٌ عنا، ولا يحتاج إلينا لنرزقه ونطعمه ونسقيه، فهو الغني ونحن الفقراء إليه، قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ الذاريات: [٥٦ - ٥٨].
ورزق الله للعباد نوعانِ:
الأول: رزقٌ عام، وهذا الرزق يشمل البَرَّ والفاجر، والأولين والآخرين، وهو رِزْقُ الأبدان.
والثاني: رزقٌ خاص، وهذا الرزق يقتصر على المؤمنين، وهو رِزْقُ القلوبِ، وتغذيتُها بالعِلمِ والإيمانِ.
مقتضى اسم الله الرزّاق وأثره:
إذا تعرّف المسلم على ربه باسم الرزّاق، وأيقن بأن الأرزاق كلها بيد الله سبحانه، لم يلتفت إلى ما في أيدي المخلوقين، ولم يذلّ نفسه لهم، بل تذلّل إلى ربه، وسأله أن يرزقه من خزائنه التي لا تنفد، ثم إن أعطاه الله حمده وشكره، وإن منعه فلحكمة يعلمها سبحانه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴾ الإسراء: ٣٠.
فمن عبد الله تعالى بمقتضى هذا الاسم، استغنى عن الخلق، ولجأ إلى الخالق سبحانه، وطرق بابه يسأله الرزق، لأنه موقن بأن الأرزاق كلها بيد الخالق سبحانه، وأنه تعالى يعطي ويمنع، لحكمةٍ يعلمها هو ويجهلها العبد، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ البقرة: ٢١٦.