زلزلة الساعة


صالح أحمد الشامي

قال الله تعالى:

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ}

[الحج: 1- 2]

هذا مطلع سورة الحج يبدأ بنداء الناس - كل الناس - ودعوتهم إلى تقوى الله، وكأن هذه الدعوة معللة بما بعدها وهو عرض مشهد من مشاهد يوم القيامة، فالتقوى مطلوبة حتى ينجو الإنسان من هول ذلك اليوم.

وبعد هذا المطلع والنداء، تُعرض حقيقة من الحقائق التي ستكون في الدار الآخرة وهي أن زلزلة الساعة شيء عظيم.

إنها صورة مجملة ومع ذلك فهي مخيفة مرعبة، فـ"الزلزلة: شيء مرعب بحد ذاتها، فإذا كانت "زلزلة الساعة: فهي شيء آخر غير ما تعارفه الناس في الدنيا، ويكفي لمعرفة هولها: أن يصفها الله تعالى بالشيء العظيم.

وبعد هذا الوصف المجمل، يعرض القرآن الكريم مشاهد مما يقع في ذلك اليوم، ومشاهد قليلة ولكنها معبرة ومصورة لعظم ما ينتاب الناس يومئذ.

يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ولا يحدث هذا للمرضعة إلا إذا انتابها ما يغيبُ وعيها به.. وتغيب عن نفسها.

وفي هذا اليوم تضع كل ذات حمل حملها.. وهذا يكون من الهول الذي يكون أمامها، بل إنها فيه.

ويصبح الناس سكارى، في حركاتهم وفي تصرفاتهم، ولكن سكرهم ليس سببه شرب المسكرات وإنما هول المشاهد التي يرونها، وما هم فيه.

إن هذه المشاهد مبعثها أمر واحد هو الذي أذهل المرضعة وجعل الحامل تضع حملها وبدا الناس سكارى وما هم بسكارى.. (ولكن عذاب الله شديد).

يعرض القرآن الكريم هذا المشهد ليأخذ الناس حذرهم ويستعدوا لهذا الموقف وتفادي الوقوع فيما يحدث فيه، وذلك بتقوى الله سبحانه وتعالى.


السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ زلزلة الساعة

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day