الأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه (2)
الأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه:
ثانيًا: الأدلة من السنة :
فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ".
قال الإمام النووي- رحمه الله- في شرحه على مسلم:1/301 وقوله ﷺ: " وذلك أضعف الإيمان" معناه والله أعلم: أقله ثمرة.
وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله ابن عمر- رضي الله عنهما- عن رسول الله ﷺ: أنه قال: " يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهم جزلةٌ وما لنا يا رسول الله أكثر أهلِ النارِ؟ قال: تكثرن اللعنة وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودينٍ أغلب لذي لُبٍ منكُنْ قالت: يا رسول الله وما نقصان العقل والدين؟ قال: " أما نقصان العقل: فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، وتمكث الليالي لا تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين".
فدل هذا الحديث على أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي حيث بين النبي ﷺ أن نقصان الدين سببه ترك الصلاة والصيام.
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: "يدخلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ ثم يقول الله- تعالى-: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيُخرجون منها قد اسودوا، فيلقون في نهر الحيا، أو الحياة -شك مالك- فينبتون كما تنبت الحبه في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية".
وأخرج الإمام مسلم عَنْ حَنْظَلَةَ الأسدي رضي الله عنه قَالَ: " وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ - قَالَ: لَقِيَنِي أبو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ؟ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأنا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإذا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأولَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَالَ أبو بَكْرٍ: فَوَاللهِ أنا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أنا وَأبو بَكْرٍ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ "وَمَا ذَاكَ؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأنا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإذا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأولَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ".
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "بينما أنا نائم رأيتُ الناس يعرَضون عليّ وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك، وعرض عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره" قالو: فما أولته يا رسول الله؟ قال: "الدين".