الأسم الأعظم
ذكر القرطبي أن بعض العلماء قالوا: اسم (الله) هو: الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ قَالَ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى"
حديث صحيح. رواه أصحاب السنن وأحمد في مسنده
وهو الاسم الوحيد الذي ورد في كل الأحاديث التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم أن فيها اسم الله الأعظم.
واقترن به عامة الأذكار المأثورة؛ فالتهليل والتكبير والتحميد والتسبيح والحوقلة والحسبلة والاسترجاع والبسملة وغيرها من الأذكار مقترن بهذا الاسم، غير منفكة عنه.
وهو أصل أسماء الله الحسنى؛ فلا ينسب إلى شيء منها، بل تضاف سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم؛ فلا يقال: الله من أسماء الرحمن أو من أسماء الرحيم، بل يقال: الرحمن أو الرحيم من أسماء الله
{ وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا }
[الأعراف: 180]
قال الحسن البصري رحمه الله: "اللهم: مجمع الدعاء، فإذا قال السائل: اللهم إني أسألك! كأنه قال: أدعو الله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى بأسمائه وصفاته".
هذا الاسم يفتتح به كل أمر؛ تبركاً وتيمناً.
وكذلك هو: أول اسم في أول آية في القرآن
{ بسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ } أو { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ }
[الفاتحة: 1]
{ إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ }
[الناس: 3]
هذا الاسم العظيم من شرفه: أن الله يرفعه من الأرض في آخر الزمان إذا قبض أرواح المؤمنين، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ اللَّهُ اللَّهُ"
إنه أكثر أسماء الله الحسنى وروداً في القرآن الكريم؛ فقد ورد في ما يزيد على ألفين ومائتي مرة، قال بعض العلماء عند قوله تبارك وتعالى:
{قُلِ ٱدْعُوا ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُوا ٱلرَّحْمَٰنَ ۖ}
[الإسراء: 110]
خص هذين الاسمين بالذكر لشرفهما، وفي تقديم اسم الله: شرف في الذكر عن الرحمن.
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ"
رواه مسلم