الله أغنى الشركاء عن الشرك. .
فالله عز وجل المستحق وحده العبادة؛ فلا يتوجه العبد لغير الله، ولا يصرف لغيره شيئاً من العبادات: صلاة كانت أو دعاء أو ذبحاً أو نذراً أو توكلاً أو رجاءً أو خوفاً أو خشوعاً أو خضوعاً:
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُۥ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ}
[الأنعام: 162 - 163].
فالقضية العظمى هي: إفراد الله بالعبادة؛
{ وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
[الذاريات: 56]
{وَمَآ أُمِرُوٓا إِلَّا لِيَعْبُدُوٓا إِلَٰهًا وَٰحِدًا ۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشْرِكُونَ}
[التوبة: 31]
فالتوحيد ألطف شيء وأنزهه وأصفاه، فأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه.
صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتعالى: مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي؛ تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ"
[أخرجه مسلم]
وصح عنه صلى الله عليه وسلم قوله:
"إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ"
[رواه أحمد في "المسند"]