وما قدروا الله حق قدره


أحمد بن عثمان المزيد

قال تعالى: 

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾

[الزمر:67].

هذا ذمٌّ للمشركينَ الذينَ لم يخلِصُوا العبادةَ للهِ فعبدُوا مع اللهِ آلهةً أخرى وذلكَ لجهلِهِم بعظمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وما يستحِقُّه منَ العبادةِ والتعظيمِ. وهذه الآيةُ تشملُ كلَّ من عبدَ مع اللهِ غيرَه في كلِّ زمانٍ ومكانٍ فهؤلاءِ جميعًا ما قدروا اللهَ حقَّ قدرِه.

قالَ ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه: «يقولُ تعالى: وما قدرَ المشركونَ اللهَ حقَّ قدرِه، حينَ عبدُوا معه غيرَه، وهو العظيمُ الذي لا أعظمَ منه، القادرُ على كلِّ شيءٍ، المالكُ لكلِّ شيءٍ، وكلُّ شيءٍ تحتَ قهرِه وقدرتِه.

وقال السُّدِّيُّ: ما عظَّموه حقَّ عَظَمَتِهِ.

وقال محمدُ بنُ كعبٍ: لو قَدَرُوه حقَّ قَدْرِه ما كَذَّبوه. وقال عليُّ بنُ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: 

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ 

همُ الكفارُ الذين لم يؤمنوا بقدرةِ اللهِ تعالى عليهم، فمن آمنَ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ فقد قَدَرَ اللهَ حقَّ قدرِه، ومن لم يؤمنْ بذلك فلم يَقْدُرِ اللهَ حقَّ قدرِهِ»

وقال السعديُّ في تفسيرِه: « يقولُ تعالى: وما قدرَ هؤلاءِ المشركونَ ربَّهم حقَّ قدرِه، ولا عظَّموه حقَّ تعظيمِه، بل فعلوا ما يناقضُ ذلك، من إشراكِهم به مَنْ هو ناقصٌ في أوصافِه وأفعالِه، فأوصافُه ناقصةٌ من كلِّ وجهٍ، وأفعالُه ليس عنده نفعٌ ولا ضرٌ، ولا عطاءٌ ولامنعٌ، ولا يملكُ من الأمرِ شيئًا.

فَسَوَّوْا هذا المخلوقَ الناقصَ بالخالقِ الربِّ العظيمِ، الذي من عظمَتِهِ الباهرةِ، وقدرتِه القاهرةِ، أنَّ جميعَ الأرضِ يومَ القيامةِ قبضةٌ للرحمنِ، وأنَّ السماواتِ ـ على سَعَتِها وعِظَمِها ـ مطوياتٌ بيمينِه، فلا عظَّمَه حقَّ عَظَمَتِهِ من سَوَّى به غيرَه، ولا أظلمَ منه. 

  ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ 

أي: تنزَّهَ وتعاظَمَ عن شركِهم به»

وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: «واللهُ سبحانَه بعثَ الرسلَ وأنزلَ الكتبَ؛ بأنْ يكونَ هو المعبودَ وحدَهُ لا شريكَ له وإنِّما يعبدُ بما أَمَرَ به على أَلْسُنِ رسلِه.

وأصلُ عبادتِه: معرفتُهُ بما وصفَ به نفسَه في كتابِه وما وصفَه به رسلُه؛ ولهذا كانَ مذهبُ السلفِ أنهم يصفُونَ اللهَ بما وصفَ به نفسَه وما وصفَه به رسلُه من غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ ومن غيرِ تكييفٍ ولا تمثيلٍ والذينَ يُنكرونَ بعضَ ذلكَ ما قدرُوا اللهَ حقَّ قدرِهِ وما عَرَفُوهُ حقَّ مَعْرفتِهِ ولا وَصفُوه حقَّ صفتِه ولا عبدُوهُ حقَّ عبادَتِهِ.

واللهُ سبحانه قد ذكرَ هذه الكلمةَ

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ 

في ثلاثِ مواضعٍ؛ ليثبتَ عظمتَه في نفسِه وما يستحقُّه من الصفاتِ وليثبتَ وحدانيَّتَه وأنَّه لا يستحقُّ العبادةَ إلا هو وليثبتَ ما أنزَلَهُ على رسلِه فقالَ في الزمرِ: 

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾

[الزمر:67]

الآية، وقال في الحجِّ: 

﴿ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾

[الحج:73-74]، 

وقال في الأنعامِ: 

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ﴾

[الأنعام:91].

وفي المواضعِ الثلاثةِ ذمَّ الذين ما قدرُوه حقَّ قدرِه منَ الكفارِ فدلَّ ذلك على أنه يجبُ على المؤمنِ أن يقدُرَ اللهَ حقَّ قدرِه كما يجبُ عليه أن يتقِيَهُ حقَّ تقاتِه وأن يجاهدَ فيه حقَّ جهادِه قال تعالى: 

﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾

[الحج:78]

وقال: 

﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾

[آل عمران:102]

والمصدرُ هنا مضافٌ إلى مفعولٍ والفاعلُ مرادٌ أي حقَّ جهادِه الذي أمرَكُم به وحقَّ تقاتِه التي أمرَكُم بها واقدرُوه قدرَه الذي بيَّنَه لكم وأمرَكم به فصدِّقُوا الرسولَ فيما أخبرَ وأطيعُوه فيما أوجبَ وأمرَ.

وأما ما يخرجُ عن طاقةِ البشرِ، فذلك لا يُذَمُّ أحدٌ على تركِه قالتْ عائشةُ: فاقدرُوا قدرَ الجاريةِ الحديثةِ السنِّ الحريصةِ على اللهوِ. ودلت الآيةُ على أنَّ له قدرًا عظيمًا؛ لا سيّما قوله: 

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ 

وفي تفسيرِ ابنِ أبي طلحةَ عن ابنِ عبَّاسٍ قال: من آمنَ بأنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ فقدْ قَدَرَ اللهَ حقَّ قدْرِه.

وقدْ ثبتَ في الصحيحينِ من حديثِ ابنِ مسعودٍ أنَّ النبيَّ ﷺ قرأَ هذه الآيةَ لما ذكرَ له بعضُ اليهودِ أنَّ اللهَ يحملُ السمواتِ على أصبعٍ والأرضينَ على أصبعٍ والجبالَ على أصبعٍ والشجرَ والثرى على أصبعٍ وسائرَ الخلقِ على أصبعٍ؛ فضحِكَ رسولُ اللهِ ﷺ تعجبًا وتصديقًا لقولِ الحبرِ وقرأَ هذهِ الآيةَ.

وعن ابن عباسٍ قال: 

مرَّ يهوديٌّ بالنبيِّ ﷺ فقال: يا أبا القاسِمِ ما تقولُ إذا وضعَ اللهُ السماءَ على ذِهِ؟ والأرضَ على ذِهِ والجبالَ والماءَ على ذِهِ وسائرَ الخلقِ على ذِهِ؟ فأنزلَ اللهُ تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾

رواهُ الإمامُ أحمدُ بن حنبلٍ والترمذيُّ من حديثِ أبي الضحى عنِ ابنِ عباسٍ وقال غريبٌ حسنٌ صحيحٌ.

وهذا يقتضي أنَّ عظمَتَه أعظمُ ممَّا وصفَ ذلكَ الحبرُ فإنَّ الذي في الآيةِ أبلغُ كما في الصحيحينِ عن أبي هريرةَ عن النبيِّ ﷺ قالَ: 

«يقبضُ اللهُ الأرضَ يومَ القيامةِ ويطوي السماءَ بيمينِه ثم يقولُ: أنا الملكُ أين ملوكُ الأرضِ».

وفي الصحيحينِ عن ابنِ عمرَ قال:

 قالَ رسولُ اللهِ ﷺ:  «يطوي اللهُ السمواتِ يومَ القيامةِ ثمَّ يأخُذُهُنَّ بيدِه اليمنى. ثم يقول: أينَ الملوكُ؟ أين الجبارونَ؟ أين المتكبرونَ؟».

ورواهُ مسلمٌ

أبسطَ من هذا وذكرَ فيه أنَّه يأخذُ الأرضَ بيدِه الأخرى.

وقدْ روى ابنُ أبي حاتمٍ: حدثنا أبي ثنا عمرُو بن رافعٍ ثنا يعقوبُ بن عبدِ اللهِ عن جعفرَ عن سعيدٍ بن جبيرٍ قال: تكلَّمَتِ اليهودُ في صفةِ الربِّ ـ تبارك وتعالى ـ فقالُوا ما لم يعلَمُوا ولم يَرَوْا فأنزلَ اللهُ على نبيِّه: 

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ 

فجعلَ صفتَه التي وصفُوه بها شِركًا. وقال: حدثنا أبي ثنا أبو نعيمٍ ثنا الحكمُ يعني أبا معاذٍ عن الحسنِ قال: عَمَدَتِ اليهودُ فنظرُوا في خلقِ السمواتِ والأرضِ والملائكةِ فلما فرَغُوا أخذُوا يقدرُونَه فأنْزَلَ اللهُ تعالى على نبيِّه: 

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ 

وهذا يدلُّ على أنَّه أعظمُ مما وصفُوه وأنهم لم يقدُرُوه حقَّ قدرِه.

وقوله: 

﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ 

فكلُّ من جعلَ مخلوقًا مثلًا للخالقِ في شيءٍ من الأشياءِ فأحَبَّه مثلَ ما يحبُّ الخالقَ أو وصَفَه بمثلِ ما يوصَفُ به الخالقُ فهو مشركٌ سوَّى بينَ اللهِ وبينَ المخلوقِ في شيءٍ من الأشياءِ فعَدَلَ بِرَبِّه. والربُّ تعالى لا كُفْؤَ لهُ ولا سَمِيَّ لَهُ ولا مِثْلَ له ومَنْ جعَلَهُ مثلَ المعدومِ والممتنعِ فهو شرٌّ من هؤلاءِ فإنَّه معطِّلٌ ممثِّلٌ والمعطِّلُ شرٌّ من المشركِ.

واللهُ ثَنَّى قصةَ فرعونَ في القرآنِ في غيرِ موضعٍ؛ لاحتياجِ الناسِ إلى الاعتبارِ بها فإنه حَصَلَ له من الملكِ ودعوى الربوبيةِ والإلهيةِ والعلوِّ ما لم يحصُلْ مثلَهُ لأحدٍ من المعطِّلِينَ وكانتْ عاقِبَتُه إلى ما ذَكَرَ اللهُ تعالى وليسَ للهِ صفةٌ يماثِلُهُ فيها غيرُه؛ فلهذا لم يَجُزْ أن يُستَعْمَلَ في حقِّهِ قياسُ التمثيلِ ولا قياسُ الشمولِ الذي تَستَوِي أفرادُه فإنَّ ذلك شركٌ؛ إذ سُوِّيَ فيه بالمخلوقِ؛ بل قياسُ الأولى. فإنَّه سبحانه له المثلُ الأعلى في السمواتِ والأرضِ فهو أحقُّ من غيرِه بصفاتِ الكمالِ وأحقُّ من غيرِه بالتَّنْزِيهِ عن صفاتِ النقصِ

ويدعو ابنُ القيمِ رحمهُ اللهُ إلى التأملِ في القرآنِ بهدفِ الوصولِ إلى تعظيمِ اللهِ تعالى ومحبَّتِه وإفرادِه بالعبادةِ والطاعةِ، قالَ رحمهُ اللهُ: «تأمل خطابَ القرآنِ تجدْ ملكًا له المُلكُ كلُّه، وله الحمدُ كلُّه، أزِمَّةُ الأمورِ كلُّها بيدِه، ومصدَرُها منه، ومردُّها إليه، لا تَخْفَى عليه خَافِيةٌ في أقطارِ مملكتِهِ، عليمًا بما في نفوسِ عبيدِه، مُطَّلِعًا على أسرارِهم وعلانِيَتِهم، منفَرِدًا بتدبيرِ المملكةِ، يسمعُ، ويرى، ويعطي، ويمنعُ، ويثيبُ، ويعاقبُ، ويُكرمُ، ويُهينُ، ويخلقُ، ويرزقُ، ويُميتُ، ويُحيي، ويقدِّرُ، ويقضي، ويدبِّرُ. الأمورُ نازلةٌ من عندِه دقيقُها وجليلُها، وصاعدةٌ إليه لا تَتَحَرَّكُ في ذرِّةٍ إلا بإذْنِه، ولا تسقُطُ ورقةٌ إلا بعلْمِه.

فتأملْ كيفَ تجِدُهُ يثنِي على نفسِه، ويمجِّدُ نفسَه، ويحمَدُ نفسَهُ، وينصَحُ عبادَه، ويدُلُّهم على ما فيه سعادَتُهم وفلاحُهم ويرغبُهم فيه، ويحذِّرُهم مما فيه هلاكُهم. ويتعرَّضُ إليهم بأسمائِه وصفاتِه، ويتحبَّبُ إليهم بنعمِهِ وآلائِه. فيذكِّرُهم بنعَمِهِ عليهم، ويأمرُهم بما يَسْتَوْجِبُون به تمامَها، ويحذِّرُهم من نِقَمِهِ، ويذكِّرُهم بما أعدَّ لهم من الكرامةِ إن أطاعُوه، وما أعدَّ لهم من العقوبةِ إن عَصَوْهُ. ويخبِرُهم بصُنْعِه في أوليائِهِ وأعدائِهِ، وكيفَ كانتْ عاقبةُ هؤلاءِ وهؤلاءِ. ويثنِي على أوليائِهِ بصالحِ أعمالِهم، وأحسنِ أوصافِهِم، ويذمُّ أعداءَه بسيِّئِ أعمالِهم، وقبيحِِ صفاتِهم.

ويضربُ الأمثالَ، وينوِّعُ الأدلةَ والبراهينَ، ويجيبُ عن شُبهِ أعدائِه أحسنَ الأجوبَةِ، ويصدِّقُ الصادق، ويكذِّبُ الكاذبَ، ويقولُ الحقَّ، ويهدي السبيلَ.

ويدعو إلى دارِ السلامِ، ويذكرُ أوصافَها وحسنَها ونعيمَها، ويحذِّرُ من دارِ البوارِ، ويذكُرُ عذابَها وقبْحَها وآلامَها، ويُذَكِّرُ عبادَه فقرَهم إليهِ، وشدةَ حاجَتِهم إليه من كلِّ وجهٍ، وأنهم لا غنىً لهم عنه طرفةَ عينٍ، ويذكُرُ غنَاهُ عنهم وعن جميعِ الموجوداتِ، وأنه الغنيُّ بنفسِه عن كلِّ ما سوَاهُ، وكلُّ ما سوَاهُ فقيرٌ إليه بنفسِه، وأنه لا ينَالُ أحدٌ ذرةً من الخيرِ فما فوقَها إلا بفضْلِه ورحمَتِه، ولا ذرَّةً من الشَّرِّ فما فوقَها إلا بعدْلِه وحكمَتِه.

ويشهدُ من خطابِه عتابَه لأحبابِه ألطفَ عتابٍ، وأنَّه معَ ذلك مُقيلُ عثراتِهم، وغافرُ زلاتِهم، ومقيمُ أعذارِهم، ومصلحُ فسادِهم، والدافعُ عنْهُم، والمحامِي عنهُم، والناصرُ لهم، والكفيلُ بمصالحِهم، والمنجي لهم من كلِّ كربٍ، والموفِّي لهم بوعدِه، وأنه وليُّهم الذي لا وليَّ لهم سوَاهُ، فهو مولاهُم الحقُّ، ونصيرُهم على عدوِّهم؛ فنعمَ المولى ونعمَ النصيرُ.

فإذا شهدتِ القلوبُ من القرآنِ ملكًا عظيمًا، رحيمًا، جوادًا، جميلًا، هذا شأنُه؛ فكيفَ لا تحبُّه، وتُنافِسُ في القربِ منه، وتنفِقُ أنفاسَها في التودُّدِ إليه، ويكونُ أحبَّ إليها من كلِّ ما سوَاهُ، ورضَاهُ آثَرُ عندَها من رضَا كلِّ ما سوَاهُ؟! وكيفَ لا تَلْهَجُ بِذِكْرِه، ويصيرُ حبُّه، والشوقُ إليه، والأنسُ به، هو غذاؤُها وقوتُها ودواؤُها؛ بحيثُ إن فَقَدَتْ ذلكَ فَسَدَتْ وهلكَت ولم تَنْتَفِعْ بحياتِها؟!



السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ وما قدروا الله حق قدره

  • أصابع الرحمن

    دكتور عمر سليمان الأشقر

    أصابع الرحمن ولله – سبحانه – أصابع لا تشبه شيئاً من أصابع المخلوقين ، وهي تليق بكماله وجلاله

    18/10/2009 3823
  • ضعف الطالب والمطلوب

    صالح أحمد الشامي

    قال الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَٱسْتَمِعُوا لَهُۥٓ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ

    12/10/2021 1302
  • ما مثال صفات الأفعال من الكتاب؟

    حافظ بن أحمد الحكمي

    السؤال الواحد و الستون : ما مثال صفات الأفعال من الكتاب؟ الإجابة : مثل قوله تعالى: ( ثم استوى إلى السماء)

    01/05/2018 2387
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day