تسليم القلب. .
هذا الحب في نفوس الصالحين جعل المحبين يبحثون عن حب مولاهم. .
هذا الحب في قلوب العباد لا يشبعه إلا الانحناء له، والطواف بييته، والوقوف بين يديه، والقيام من النوم لأجله، وبذل المهج في سبيله.
ولا تطمئن قلوب المحبين إلا بذكره، وأرواح المشتاقين لا تسكن إلا برؤيته.
إذا مرضنا تداوينا بذكركم فنترك الذكر أحيانا فننتكس
فهو صمدوا إلى الله في الرخاء؛ فعرفهم في الشدة، وبقدر الصمود تكون الرفعة والفرج. .
فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام تمر به عدة بلاءات؛ فيرفعه الله سبحانه وتعالى بها؛ حتى استحق من الله منزلة الخلة، قال عز وجل:
{ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَٰهِيمَ خَلِيلًا }
[النساء: 125].
وهذا أيوب إمام أهل البلاء، وعمدة أهل المرض والابتلاء؛ لما صمد إلى ربه بقوله:
{أَنِّى مَسَّنِىَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ}
[الأنبياء: 83]؛
كان الجواب من الصمد تبارك وتعالى:
{فَٱسْتَجَبْنَا لَهُۥ فَكَشَفْنَا مَا بِهِۦ مِن ضُرٍّۢ ۖ }
[الأنبياء: 84].
وهذا يونس عليه السلام في بطن الحوت، وفي ظلمات ثلاث؛ يصمد إلى ربه سبحانه وتعالى بقوله:
{أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُۥ وَنَجَّيْنَٰهُ مِنَ ٱلْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُۨجِى ٱلْمُؤْمِنِينَ}
[الأنبياء: 87- 88].
وهذا حال جميع الأنبياء عليهم السلام والصالحين من الناس. . عرفوا الله في الرخاء فعرفهم في الشدة.