مفاتيح الرحمة:
هو الغني عنا وعن عبادتنا، لن ندخل الجنة إلا برحمته؛ حتى نبينا صلى الله عليه وسلم جاء في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ"، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ"
فمن علم هذا؛ فعليه بعبودية الرجاء، والتعلق برحمة الله سبحانه وتعالى، والسعي إليها، وتكون بالتقوى والإيمان وأداء الطاعات.
فبذلك تنال الرحمات:
{وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤْمِنُونَ}
[الأعراف: 156]
وتنال الرحمات بطاعة الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله قال:
{وَأَطِيعُوا ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
[آل عمران: 132].
وتنال بالإحسان؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال:
{إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ}
[الأعراف: 56].
وتنال بالاستغفار؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال:
{ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
[النمل: 46].
وتنال بذكر الله عز وجل وبكثرة الدعاء.
وفي "سنن أبي داود" قال صلى الله عليه وسلم:
"دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ"
[حديث حسن].
ولا ينال الرحمة إلا عباد الله الرحماء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ"
[أخرجه البخاري ومسلم]
فهذه مومس دخلت الجنة برحمتها لكلب أصابه العطش؛ سقته بخفيها.