الدليل الواضح
الحي لا إله إلا هو، من توكل عليه كفاه، لا يقهر إرادته شيء، ولا يعجزه شيء، يكشف السؤء، ويجيب المضطر، يحيي العظام وهي رميم، يعيد الخلق كما بدأهم أول مرة: وهو أهون عليه، وهو الحكيم الذي لا يخلق شيئاً عبثاً، ولا يترك شيئاً سدى.
أخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام وأخذ عظماً رميماً؛ ففتته بيده، وقال: من يحيي العظام وهي رميم؟! – مكذباً للبعث والنشور-: قال: "نعم يبعث الله هذا، ثم يميتك، ثم يحييك، ثم يدخلك نار جهنم" وأنزل الله سبحانه وتعالى: {أَوَلَمْ يَرَ ٱلْإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَٰهُ مِن نُّطْفَةٍۢ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِىَ خَلْقَهُۥ ۖ قَالَ مَن يُحْىِ ٱلْعِظَٰمَ وَهِىَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِىٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍۢ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: 77-79] إلى آخر السورة
[حديث صحيح. رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي].
ما أكفر الإنسان! نسي خلقه وأنكر خالقه؛ فالذي خلقه أول مرة يعيده ويحييه؛ لأن الخلق الثاني أهون – من حيث العقل -، وكله هين على الله؛ فإن البدء والإعادة عند الله سواء؛
{وَهُوَ ٱلَّذِى يَبْدَؤُا ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ }
[الروم: 27]
فالعزة له، والجبروت له، والعظمة له، والكبرياء له، والسلطان له، والملك له، والحكم له، والقوة له، والتشبيح له، والتقديس له. . ما أعظم شأنه، وأفخر ملكه وأعلى مكانه!