الجواب الكافي. .
ذكر البيهقي وحسنه الحافظ من حديث ابن عباس رضي الله عنه: أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد! انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
[سورة الإخلاص: 1-4].
سورة قصيرة جمعت صفات الكمال من نعوت العظمة والجلال.
ولعظمتها فإن من قرأها فكأنما قرأ ثلث القرآن، ففي "الصحيحين":
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:
"أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟"، قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن"
هنا لفظ مسلم.
قال بعض العلماء: إن القرآن أنزل ثلاثاً: ثلث منه: أحكام، وثلث منه: وعد ووعيد، وثلث منه: أسماء وصفات، وسورة الصمد جمعت أحد الثلاثة، وهي: الأسماء والصفات: لذا جعل أجر قراءتها كثلث القرآن.
وفي "صحيح البخاري": أن صحابياً كان يقرأ لأصحابه في صلاتهم كلها بـ
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
[سورة الإخلاص: 1]
فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟"؛ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخبره أن الله عز وجل يحبه".