أقرع باب الملك!
أيها القارئ! المرض يزول، والمصاب يحول، والذنب يغفر، والدين يقض، والمحبوس يفك، والغائب يقدم، والعاصي يتوب، والفقير يغتنى... وهذه جميعها بيد ملك الملوك سبحانه وتعالى، فليكن الله عز وجل ملاذك ومعاذك ورجاءك في كل ساعة، وفي كل حين؛ وخاصة في آخر الليل؛ فإن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا وينادي:
"أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ"
[أخرجه مسلم].
ونبينا صلى الله عليه وسلم – وهو أعلم الخلق بالله وأشدهم له عبادة – حدثنا أن نردد على الدوام الإقرار بملك الله عز وجل بعد الصلوات مباشرة وعند الفزع من النوم ليلاً وأن يكون ذلك من ضمن أورادنا في الصباح والمساء، وبعد العودة من السفر، ثم إن كررت ذلك مائة مرة في يومك كنت من الفائزين.
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ"
[أخرجه البخاري ومسلم].
اللهم يا ملك يوم الدين اجعل خير أعمارنا آخرها، وهون علينا الحساب: يا رب العالمين!