في ظلال اسم السلام:
تأمل هذا الاسم في صفات الله عز وجل! فحياته سلام من الموت، ومن السنة والنوم، وقيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب.
وتأمل في علمه! فهو سالم من عزوب شيء عنه أو عروض نسيان، أو حاجة إلى تذكر، وتفكر!
{وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكْبَرَ إِلَّا فِى كِتَٰبٍ مُّبِينٍ}
[يونس: 61]
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}
[مريم: 64].
وكلماته سلامة من الكذب والظلم، بل تمت كلماته صدقاً وعدلاً:
{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا}
[الأنعام: 115].
وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما، بل كل ما سواه محتاج إليه، وهو غني عن كل ما سواه.
وملكه سلام من منازع فيه أو مشارك أو معاون أو مظاهر.
وحمله وعفوه وصفحة ومغفرته وتجاوزه سلام من أن تكون عن حاجة ومنه أو ذل مصانعة، كما يكون من غيره.
حتى عذابه وانتقامه سلام من أن يكون ظلماً أو تشفياً أو غلظة أو قسوة، بل هو محض حكمته وعدله،
{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ}
[فصلت: 46].
تأمل في قضائه وقدره! فهو سلام من العبث والجور والظلم.
تأمل في شرعه ودينه! فهو سلام من التناقض والاختلاف والاضطراب؛
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا}
[النساء: 82].
استواؤه وعلوه على عرشه سلام من أن يكون محتاجاً إلى ما يحمله أو يستوي عليه؛ بل العرش محتاج إليه؛ وحملته محتاجون إليه؛ فهو الغني عن العرش، وعن حملته، وعن كل ما سواه.
وسمعه وبصره سلام من كل ما يتخيله مشبه، أو يتقوله معطل.
وحتى محبته لأوليائه سلام من عوارض محبة المخلوق للمخلوق؛ من كونها محبة حاجة إليه، او تملق له، أو انتفاع بقربه.