لا تنازعه!
والجبار: صفة مدح وكمال في حق الله؛ وأما عند اتصاف البشر بها فهي غالباً: صفة ذم ونقص وعيب، أما ترى أن الذي يدعي من البشر بأنه جبار؛ تؤذيه البقة، وتأكله الدودة، وتشوشه الذبابة، وهو أسير جوعه، وصريع شبعه؟!
لذلك؛ أنكرت الرسل على أقوامها صفة (التجبر والتكبر) في الأرض بغير الحق، والله قد قال:
{وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}
[الشعراء: 130]
ومن تجبر طبع الله عز وجل على قلبه:
{كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}
[غافر: 35]
وتوعد الله عز وجل الجبابرة بالعذاب:
{وَٱسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِّن وَرَآئِهِۦ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ}
[إبراهيم: 15-16].
وجاء في الحديث: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:
"تَخْرُجُ عُنُقٌ مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَبِالْمُصَوِّرِينَ"
[حديث صحيح. رواه الترمذي].
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
"حَاجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتْ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتْ الْجَنَّةُ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ. . ."
[أخرجه مسلم].
فأين المتكبرون؟..
أين المتجبرون؟
أين الملوك وأبناء الملوك من
كانت تخر له الأذقان إدعاناً
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا
مستبدلين من الأوطان أوطاناً