فضل الإيمان (11)


الشيخ ندا أبو أحمد

فضل الإيمان :


11-الإيمان له حلاوة ولذة لا يعرفها إلا أهل الإيمان:


أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان، باب" حلاوة الإيمان:1/14" عن أنس  قال: قال رسول الله ﷺ:" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار".


قال النووي- رحمه الله- في شرح" صحيح مسلم:2/13": " قال العلماء – رحمهم الله –: معنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات، وتحمل المشقات في رضى الله  ورسوله ﷺ، وإيثار ذلك على عرض الدنيا".


قال القاضي عياض- رحمه الله- في" إكمال المعلم:1/102": "هذا الحديث بمعنى حديث "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا... ".


وقال الحافظ- رحمه الله- في" الفتح:1/60": "وفي قوله (حلاوة الإيمان) استعارة تخييليه، شبه رغبة المؤمن في الإيمان بشيء حلو، وأثبت له لازم ذلك الشيء، وأضافه إليه، وفيه تلميح إلى قصة المريض والصحيح؛ لأن المريض الصفراوي يجد طعم العسل مرًا، والصحيح يذوق حلاوته على ماهي عليه، وكلما نقصت الصحة شيئا ما؛ نقص ذوقه بقدر ذلك" أهــ


أخرج الإمام مسلم من حديث العباس بن عبد المطلب  أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: " ذاق طعم الإيمان من رضي الله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد ﷺ رسولا ".


قال النووي- رحمه الله- في شرحه على مسلم: "2/2" عن هذا الحديث: قال صاحب التحرير- رحمه الله-: معنى رضيت بالشيء قنعت به واكتفيت به ولم أطلب معه غيره، فمعنى الحديث لم يطلب غير الله  ولم يسع في غير طريق الإسلام ولم يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد ﷺ، ولا شك في أن من كانت هذه صفته فقد خلصت حلاوة الإيمان إلى قلبه وذاق طعمه.


وقال القاضي عياض- رحمه الله-: معنى الحديث: صح إيمانه واطمأنت به نفسه وخامر باطنه لأنه رضاه بالمذكورات دليل لثبوت معرفته ونفاذ بصيرته وخالطة بشاشته قلبه، لأن من رضي أمراً سَهُل عليه، فكذا المؤمن إذا دخل قلبه الإيمان سهل عليه طاعات الله تعالى ولذت له والله أعلم. أهـ


السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ فضل الإيمان (11)

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day