ملكه تام
ومع أن الله عز وجل هو الملك، وهو غني عن عبادتنا؛ لكن من جميل إحسانه وامتنانه على عباده: قرن اسمه: (الملك) ببعض أسمائه؛ لتطمئن النفوس وتشتاق للقائه، قال عز وجل:
{ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ مَٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ}
[الفاتحة: 3-4]
وقال سبحانه وتعالى:
{هُوَ ٱلرَّحْمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْمَلِكُ}
[الحشر: 22-23]
والله عز وجل يخبرنا بأن الملك لا يحسن ولا يكمل إلا مع الإحسان والرحمة؛ فهو سبحانه وتعالى الملك الرحيم.
وملك ربنا عز وجل منزه عن النقائص؛
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ٱلْمَلِكِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ}
[الجمعة: 1]
ولما كانت ملوك الأرض تصيبهم النقائص من غرور، واسترسال في الشهوات، وظلم وجور؛ فالله عز وجل أخبرنا بأم ملكه تام، مجتمع فيه كل صفات الكمال الحسان؛ ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سلم بعد الوتر قال:
"سبحان الملك القدوس" ثلاثاً ويرفع صوته بالثالثة
[حديث صحيح. رواه النسائي].
والواجب على العبد: أن يحمد الله على ملكه ورحمته، وأن يثني عليه على الدوام؛ قال الله عز وجل:
{ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ }
[التغابن: 1]
فهو محمود في ملكه، فإن الملك بلا حمد يستلزم نقصاً، والحمد بلا ملك يستلزم عجزاً؛ والحمد مع الملك غاية الكمال والجلال.
ومن جلال ملكه: أنه يجير من استجار به، ولا يقدر أحد أن يجير ويحمي من أراد الله هلاكه؛
{قُلْ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍۢ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}
[المؤمنون: 88]
يا مالكاً هــو بالنواصي آخـــذ وقضاؤه في كل شيء نافذ
أنا عائذ بك يا كريم ولم يخب عبد يعزك مستجيـر عائـد