السبّوح
الدليل:
ورد اسم الله السبّوح في السنة النبوية، فعن عائشةَ رضي الله عنها؛ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في ركوعِهِ وسجودِهِ: (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، ربُّ الملائكةِ والروحِ) رواه مسلم.
المعنى:
السبُّوح من صيغ المبالغة، بمعنى المسبَّح، أي: المنزّه عن النقائص والمبرأ عن العيوب.
فالله تعالى سبُّوح، أي: يسبّحه كل من في السماوات والأرض، قال تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: ٤٤].
ومعنى سبحان الله، أي: تنزيه الله تعالى عن النقائص والعيوب، ونفيها عنه، وتنزيهه عما وصفه الواصفون من الشريك والصاحبة والولد، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
فالذي يسبّح الله، كأنه يقول: أنفي عن الله جميع النقائص والمساوئ العيوب، وأُنزهه وأُبرئه وأُبعده عنها.
ومعنى سبُّوح قدُّوس، ربُّ الملائكة والروح، أي: مسبَّح مُقدَّس ربُّ الملائكة والروح.
ومعنى سبحان الله وبحمده، أي: أسبّحه وأحمده، فهذا الذكر جمع بين التسبيح والتحميد لله تعالى.
مقتضى اسم الله السبُّوح وأثره:
اسم الله السبُّوح فيه إثبات الكمال المطلق لله تعالى، كمالٌ لا نقص فيه ولا عيب.
ويقتضي هذا الاسم الجليل أن يلزم المسلمُ تسبيحَ الله تعالى في كل وقتٍ وحين، فالله تعالى هو المستحق للتسبيح والتمجيد والحمد والثناء، لذلك فإن ذِكْر التسبيح من أفضل الأذكار وأحبها إلى الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)؛ متفق عليه.