أنت أحق..
الكون كله معبد، كل من فيه يسبح الله جل وعلا، وهو أعظم ما يعبد الله به.
فهؤلاء أهل السماء من الملائكة:
{قَالُوٓا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّىٓ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
[البقرة: 30].
ولا شيء في الكون إلا وهو يسبح خالقه، وتتجاوب جنباته بالتسبيح لخالقه؛ إلا كفرة الإنس والجن.
فالله عز وجل قال:
{تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}
[الإسراء: 44].
وهو سبحانه وتعالى المستحق للتسبيح؛ لكمال ذاته وكمال صفاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"يَقُولُ قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنْ الْأُمَمِ تُسَبِّحُ".
[أخرجه البخاري – وهذا لفظه - مسلم].
والجبال والطير يسبحون الله سبحانه وتعالى، والكل يسبح الله:
{وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَٱلطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ}
[الأنبياء: 79]،
فنحن أحق من يتوجه بالتسبيح إلى اللخ سبحانه وتعالى.
قال بعض السلف: أما يستحيي أحدكم أن تكون راحلته التي يركبها وثوبه الذي يلبسه؛ أكثر ذكراً الله منه.