تناغم الكون:

وجميع المخلوقات لم تخلق لهواً أو عبثاً أو لعباً – تنزه الله وتقدس عن ذلك! – قال سبحانه وتعالى:

فالموجودات بأسرها شواهد صفات الرب ونعوته سبحانه وتعالى، فهي كلها تشير إلى الأسماء الحسنى وحقائقها، وتناديها، وتدل عليها.

تأمـــل سطـور الكائنات فإنهـــا          من الملك الأعلى إليك رسائل

وقد خط فيها لو تأملت خطها              ألا كل شيء ما خلا الله باطل

تشيــر بإثبـات الصفات لربها             فصامتها يهـدي ومـن هــو قائل

قال سبحانه وتعالى:

يقول الأطباء: "إن فتحة الحنجرة قد قدرت تقديراً دقيقاً جداً؛ حيث لو اتسعت قليلاً جداً أكثر مما هي عليه لاختفى صوت الإنسان، ولو ضافت قليلاً جداً أكثر مما هي عليه لأصبح التنفس عسيراً، فإما أن يكون التنفس مريحاً ويختفي الصوت، أو أن يكون الصوت واضحاً ويصعب التنفس.

لو أن الرؤية زادت عن حدها الذي هي عليه لأصبحت حياتنا جحيماً!

إنك إذا نظرت إلى كأس الماء الذي تشربه الآن تراه صافياً عذباً فراتاً رائقاً، لو أن قوة البصر زادت قليلاً ودقت أكثر مما هي عليه لرأيت في هذا الكأس العجب العجاب! لرأيت الكائنات الحية، والجراثيم غير الضارة بعدد لا يحصى! إنك لا تشرب الماء عندها،

ولو أن قوة السمع ارتفع مستواها قليلاً لما أمكنك أن تنام الليل؛ لأن الأصوات كلها تتلقفها، بل إن أصوات جهاز الهضم في معدتم وحده تكاد تكون كالمعمل الكبير،

ولو أن حاس اللمس زادت لشعرت بالكهرباء الساكنة التي تحول حياتك جحيماً لا يطاق

وتعجب من بعض ذوي الفطر المنكوسة، والأنفس المريضة! يجادلون في الله مع أنه مغروس في ضمائرهم: