البارئ جل جلاله


عبد الله بن مشبب بن مسفر القحطاني

صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ أَوْ تِسْعٍ وتِسْعِينَ، كُلُّهُنَّ يَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ تَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ. الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعِينَ"

[متفق عليه].

ليس للعبد وصول إلى حاجته إلا من باب الله عز وجل؛ فالله هو

{هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ}

[الحشر: 24]

فاللهم لك الحمد! أنعمت علينا بنعمة الإيجاد بعد أن لم نكن شيئاً مذكوراً:

{هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلْإِنسَٰنِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْـًٔا مَّذْكُورًا}

[الإنسان: 1].

وامتدح الله عز وجل ذاته العلية باسمه: (البارئ جل وعلا) بقوله:

{هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ}

[الحشر: 24].

والبرء في اللغة: له معنيان؛ الأول: الخلق.

والثاني: التباعد عن الشيء وخلوصه منه

وبرئ: إذا تنزه وتباعد.

فربنا البارئ: الموحد والمبدع من العدم إلى الوجود، وهو الذي فضل بعض الخلق على بعض، وميز كل جنس عن الآخر، وصور كل مخلوق بما يناسب الغاية من خلقه؛ فهو يخلق الشيء من لا شيء، ويبرؤه بالخاصية التي تميزه عن بقية الخلق.

وهو سبحانه وتعالى خلق الخلق بريئاً من التفاوت والتنافر؛

{ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍۢ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٍۢ ۖ فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍۢ}

[الملك: 3]

وربنا البارئ المنزه عن كل النقائص والعيوب في ذاته وصفاته وأفعاله.

وفي اسمه الباري يرى كل خلقه

             وألطافه تترى دوماً وتنزل

فسبحان من كل الورى سجدوا له

             إذا سبحوا أو كبروا أو هللوا

قال ربنا سبحانه وتعالى:

{هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ}

[الحشر: 24].

والخلق: التقدير.

البرء: الإيجاد من العدم

والتصوير: هو إعطاء الصورة

فالله عز وجل إذا أراد خلق شيء قدره بعلمه وحكمته ثم برأه – أي: أوجده-، وفق ما قدره في الصورة التي شاءها وأردها سبحانه وتعالى.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ البارئ جل جلاله

  • شرح اسم الله البارئ وبيان معناه

    الدرر السنية

    يوصف الله عزَّ وجلَّ بأنه البارئ، وهو اسم له سبحانه وتعالى، وهذه الصفةُ ثابتةٌ بالكتاب والسنة. الدليل من

    29/05/2021 784
  • آيات قرآنية ورد فيها اسم الله (البارئ)

    فريق عمل الموقع

    ذكر اسم الله (البارئ) في القرآن الكريم في أربعة مواضع، حيث ذكر بلفظ (البارئ) في موضع واحد، وبلفظ (نبرأها) في موضع

    29/05/2021 1701
  • الخالق البارئ المصور

    فريق عمل الموقع

      الخالق البارئ المصور * الله سبحانه وتعالى الخالق المقدر للخلق، البارئ المنشئ الموجد لهم على

    16/01/2012 6937
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day