فضل الإيمان (14)
فضل الإيمان :
14- الإيمان يحفظ صاحبه من الوقوع في الفواحش والموبقات:
- فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن "
فمن وقع في مثل هذه الأمور فهذا لضعف إيمانه وذهاب نوره، وزوال الحياء من الله، وهذا معروف مشاهد، والإيمان الصحيح الصادق، يصحبه الحياء من الله والحب له، والرجاء القوي لثوابه، والخوف من عقابه، ورغبته في اكتساب النور، وهذه الأمور تأمر صاحبها بكل خير وتزجره عن كل شر. فمن وقع في الفواحش والكبائر- والعياذ بالله- لابد أنه أوتي من قبل إيمانه، ولو كانت شجرة الإيمان ثابته في قلبه ورافة الظلال كثيرة الثمار لمنعته من الوقوع في هذه الفواحش فالمؤمن غير معصوم من المعاصي ولكنه قد يقارف الصغائر ثم يتوب إلى الله ولا يستمر على معصيته ويحول الإيمان بينه وبين الكبائر قال تعالى: ﴿ ولَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ (يوسف: 24).
فالله عز وجل يحول بين المؤمن وبين المعصية ومن أعظم الأسباب لذلك، الإخلاص لدين الله عز وجل فمن علم الله عز وجل منه الإخلاص حفظه من المعاصي والشرور التي توجب دخول النار، كما أن من أعرض عن الإيمان حال الله عز وجل بينه وبينه إذا أراده بعد ذلك عقوبة له على إعراضه كما قال تعالى: ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أولَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ (الأنعام: 110).
وحذرنا الله عز وجل من عدم الاستجابة لله عز وجل وللرسول ﷺ خشية أن يحال بعد ذلك بين العبد وبين إرادة الهداية فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ (الأنفال: 24).