الشبهات حول اسم الله (السميع)
الشبهة الأولى:
يقول القائل: إنه لا يجوز وصف الله تعالى بالسميع لأن السمع هو عبارة عن تأثر الحاسة بالأصوات، وذلك على الله محال.
الرد عليها:
الله تعالى يسمع ولكن لا يكون ذلك عن طريق تأثر حاسة. [تفسير الآلوسي 13/21].
فهو المدرك للأصوات التي يدركها المخلقون بآذانهم من غير أن يكون له أذن، وذلك راجع إلى أن الأصوات لا تخفى عليه، وإن كان غير موصوف بالحس المركب في الأذن، كالأصم من الناس لما لم تكن له هذه الحاسة لم يكن أهلا لإدراك الصوت. [تفسير القرطبي 17/272].
الشبهة الثانية:
يقول القائل: الله عز وجل إذا وصفناه بالسميع فقد شبهناه بخلقه ونحن لا يجوز لنا أن نشبهه بخلقه.
الرد عليها:
إن الله عز وجل لما أثبت لنفسه السمع والبصر قدم بين يدي ذلك قوله:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]
، فالله عز وجل بنص هذه الآية نزه نفسه عن أن يشابه أحدا من خلقه في شيء من صفاته ليس كمثله شيء فبعد أن نزه ونفى أن أحدا من خلقه يشبهه تبارك وتعالى في شيء من صفاته أثبت لنفسه تبارك وتعالى صفتي السمع والبصر {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، فطريقة الرد على هؤلاء المؤولة أن يقال لهم إذا قلنا إن الله سميع نقول ليس كمثل سمعه شيء وإذا قلنا بصير ليس كمثل بصره شيء.
الشبهة الثالثة:
كيف يصف االله تعالى نفسه بأنه هو السميع البصير بصيغة الحصر (أي لا سميع ولا بصير غيره) ثم يصف الإنسان بنفس الصفة في قوله
{فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2] ؟
الرد عليها:
السميع والبصير لفظان مشعران بحصول هاتين الصفتين على سبيل الكمال، والكمال في كل الصفات ليس إلا لله، فهذا هو المراد من هذا الحصر. [مفاتيح الغيب للفخر الرازي 27/585 – 586]، فإنه سبحانه لكماله في هذه الصفة يكون كأنه هو المختص بها دون غيره. [مفاتيح الغيب للفخر الرازي 4/52].