الشبهات حول اسم الله (الصمد)
الشبهة:
يقول القائل: ذُكر في تفسير ابن كثير للآية رقم 70 من سورة الأعراف: أن الصمد هو اسم لصنم كان يُعبد قبل الإسلام.
الرد عليها:
يرد عليها من وجوه:
الوجه الأول:
ذكر البخاري في صحيحه تعليقًا على اسم الباب الذي أدرجه في صحيحه: كتاب تفسير القرآن، باب قوله: {الله الصمد} [الإخلاص: 2] فقال:
(والعرب تسمي أشرافها الصمد، قال أبو وائل: «هو السيد الذي انتهى سودده») [صحيح البخاري 6/180].
وفي تفسير الطبري:
(قال أبو جعفر: الصمد عند العرب: هو السيد الذي يُصمد إليه، الذي لا أحد فوقه، وكذلك تسمى أشرافها; ومنه قول الشاعر:
ألا بَكَرَ النَّاعي بِخَيْرَيْ بَنِي أسَدْ ... بِعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
وقال الزبرقان:
وَلا رَهِينَةً إلا سَيِّدٌ صَمَدُ) [تفسير الطبري 24/692 – 693].
الوجه الثاني:
وإذا فرضنا إطلاق اسم الصمد على أحد أصنام قوم عاد فلا أحد يملك صفة الصمدية إلا الله سبحانه، وقد (يصمد) العبد إلى غير الله لقضاء حاجاته، سواء (صمد) إلى (صنم)، أم (ضريح) إمام، أم (قبر ولي)، أم أي رمز مقدس، فلا قاضي للحاجات إلا الله سبحانه وتعالى.
الوجه الثالث:
بالرجوع إلى نُسخ ابن كثير المطبوعة منها والمخطوطة وقفنا على اختلاف في تحديد اسم صنم قوم عاد.
ويرجع هذا الاختلاف لوجود أكثر من نسخة من مخطوط تفسير ابن كثير، منها ما ذُكر فيه قول محمد بن إسحاق هذا، ومنها ما لم يُذكر فيه قوله، ثم إن الذي ذُكر فيه قول محمد بن إسحاق اختلف المحققون في نقل اسم صنم قوم عاد منه، فقرأه أحدهم صدا وقرأها آخر صداء وقرأها ثالث صمد والله أعلم.
* فبالرجوع إلى تفسير ابن كثير (دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون – بيروت، الطبعة: الأولى - 1419 هـ) لم نقف على ما ذكر من إطلاق اسم صمد على صنم، والنص الذي وقفنا عليه هو:
(وقد ذكر محمد بن إسحاق وغيره أنهم كانوا يعبدون أصناما فصنم يقال له صدا وآخر يقال صمود وآخر يقال له الهباء) [تفسير ابن كثير 3/390].
* وبالرجوع إلى تفسير ابن كثير (دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م) لم نقف على ما ذكر من إطلاق اسم صمد على صنم، والنص الذي وقفنا عليه هو:
(وقد ذكر محمد بن إسحاق وغيره: أنهم كانوا يعبدون أصناما، فصنم يقال له: صداء، وآخر يقال له: صمود، وآخر يقال له: الهباء) [تفسير ابن كثير 3/ 435].
* وبالرجوع إلى مخطوطة تفسير القرآن العظيم لابن كثير، بجامعة الملك سعود، رقم الصنف: 212/ت.ك، الرقم العام: 4052، الوصف المادي: 217، تاريخ النسخ 1155هـ، لم نقف على ما ذكر من إطلاق اسم صمد على صنم، والنص الذي وقفنا عليه هو::
بلوح (صفحة مزدوجة) رقم 146 تفسير آية رقم 70 من سورة الأعراف في معرض الحكاية عن قوم عاد {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الأعراف: 70] ولم نقف على ما ذُكر من إطلاق اسم الصمد على صنم من أصنام قوم عاد.
* وبالرجوع إلى طبعات أخرى مثل:
1- طبعة مؤسسة قرطبة + مكتبة أولاد الشيخ للتراث الجيزة/ الطبعة: الأولى، سنـ1412ـة هـ.
وقفنا فيها على الآتي:
(وقد ذكر محمد بن إسحاق وغيره أنهم كانوا يعبدون أصناما فصنم يقال له صمد وآخر يقال له صمود وآخر يقال له الهنا).
2- وطبعة دار الفكر/ الطبعة: الطبعة الجديدة 1414هـ/1994م
وقفنا فيها على الآتي:
(وقد ذكر محمد بن إسحاق وغيره أنهم كانوا يعبدون أصناماً فصنم يقال له صمد وآخر يقال له صمود وآخر يقال له الهباء).