عد إليه!
العفو تبارك وتعالى يناديك من فوق سبع سماوات بقوله:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
[غافر: 60]
فما الذي يبطئك عن كرمه؟! وما الذي يجعلك تتأخر عن الانضمام لركب الأوابين والتوابين؟
إذا طرق الناس أبواب ملوك الدنيا، ووقفوا أذلاء بساحتهم؛ فقف أنت متذللاً بساحة ملك الملوك الإله الأكرم العفو؛ الذي بيده مفاتيح الفرج، وبيده السعادة، بيده العفو والمغفرة.
{أَلَمْ يَعْلَمُوٓا أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِۦ}
[التوبة: 104]
قال بلال ابن سعد: "إن لكم رباً ليس إلى عقاب أحدكم بسريع، يقيل العثرة، ويقبل التوبة، ويقبل على المقبل، ويعطف على المدبر".
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
[حديث صحيح. رواه ابن ماجه]
قال ابن القيم رحمه الله: "فإن عفا عنك؛ أتتك حوائجك من دون مسألة".
وقال سفيان الثوري رحمه الله: "ما أحب أن يجعل حسابي إلى أبي وأمي؛ لأني أعلم أن الله سبحانه وتعالى أرحم بي منهما".
ولما قسا قلبي وضاقــــت مــذاهبي جعلت رجائي نحو عفـــوك سلما
تعاظمنـــي ذنبـــي فلمــــا قــرنتـــه بعفوك ربي صار عفوك أعظما
وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفـــو منـــة وتكــرما