الغفور الغفار


عبد الله بن مشبب بن مسفر القحطاني

جاء عند الطبراني بإسناد صحيح من حديث أبي طويل: أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها، فلم يترك منها شيئاً، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل له من توبة؟

قال: "فهل أسلمت؟" قال: أما أنا؛ فأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأنك رسول الله، قال: "نعم؛ تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيرات كلهن"، قال: وغدراتي وفجراتي؟! قال: "نعم"، قال الله أكبر! فما زال يكبر حتى تواري.

وإني لأدعو الله آطلب عفوه

             وأعلم أن الله يعفو ويغفر

لئن أعظم الناس الذنوب فإنها

             وإن عظمت ففي رحمة الله تصغر

حديث عن اسم ما سمع به مذنب ولا مؤمن إلا تعلق قلبه به، وفرح به فرحاً شديداً، وفتح له باب أمل: اسم الله (الغفور والغفار تبارك وتعالى).

قال سبحانه وتعالى:

 {نَبِّئْ عِبَادِىٓ أَنِّىٓ أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ}

[الحجر: 49]

وقال:

{فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا}

[نوح: 10]،

وقال:

{إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلْمَغْفِرَةِ}

[النجم: 32]

وأصل الغفر في اللغة: الستر والتغطية.

وربنا سبحانه تعالى هو الساتر لذنوب عباده، المغطيهم بستره؛ فلا يطلع على ذنوبهم أحد غيره، المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم.

فهو عز وجل ذنوب عباده مرة بعد مرة، إل ما لا يحصى، كلما تكررت توبة العبد من الذنب تكررت المغفرة من الله عز وجل.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الغفور الغفار

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day