التعريف باسم الله (الرقيب)
الرقيب: الحافظ، وهو مما جاء على فعيل بمعنى فاعل بمنزلة شهيد بمعنى شاهد.[اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي 1/ 39 – 40].
فهو الحافظ الذي لا يغيب عما يحفظه يقال رقبت الشيء أرقبه رقبة وقال الله تعالى ذكره {مَا يلفظ من قَول إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيب عتيد} والمراقبة الاستحياء والحياء ضرب من التحفظ أيضا وهو تعالى الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء. [تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج 1/51].
الرقيب في حق الله تعالى: يدل على إحاطة سمع الله بالمسموعات وبصره بالمبصرات، وعلمه بجميع المعلومات الجليّة والخفية، وهو الرقيب على ما دار في الخواطر، وما تحركت به اللواحظ، ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان.
والرقيب المطلع على ما أكنته الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} ولهذا كانت المراقبة التي هي من أعلى أعمال القلوب هي التعبد لله باسمه الرقيب، فمتى علم العبد أن حركاته الظاهرة، والباطنة قد أحاط الله بعلمها، واستحضر هذا العلم في كل أحواله، أوجب له ذلك حراسة باطنة عن كل فكر، وهاجس يبغضه الله، وحفظ ظاهره عن كل قول أو فعل يسخط الله وتعبد بمقام الإحسان فعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراه. [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/207 – 208].
قال الحليمي: وهو الذي لا يغفل عما خلق فيلحقه نقص أو يدخل عليه خلل من قبل غفلته عنه. [الأسماء والصفات للبيهقي 1/193].