التعريف باسم الله (الفتاح)
الفتاح: هو الحاكم. [اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي 1/ 189].
هو من قولك فتحت الباب أفتحه فتحا ثم كثر واتسع فيه حتى سمي الحاكم فاتحا وذلك لأنه يفتح المستغلق بين الخصمين.
والله تعالى ذكره فتح بين الحق والباطل فأوضح الحق وبيّنه وأدحض الباطل وأبطله فهو الفتاح. [أسماء الله الحسنى للزجاج 1/39].
الفتاح في حق الله تعالى: الذي يحكم بين عباده، بأحكامه الشرعية، وأحكامه القدرية، وأحكام الجزاء، الذي فتح بلطفه بصائر الصادقين، وفتح قلوبهم لمعرفته، ومحبته، والإنابة إليه، وفتح لعباده أبواب الرحمة والأرزاق المتنوعة، وسبب لهم الأسباب التي ينالون بها خير الدنيا والآخرة.
وفتحه تعالى قسمان:
أحدهما: فتحه بحكمه الديني، وحكمه الجزائي.
والثاني: الفتاح بحكمه القدري.
ففتحه بحكمه الديني هو شرعه على الّسنة رسله جميع ما يحتاجه المكلفون، ويستقيمون به على الصراط المستقيم، وأما فتحه بجزائه فهو فتحه بين أنبيائه ومخالفيهم وبين أوليائه وأعدائه بإكرام الأنبياء واتباعهم ونجاتهم، وبإهانة أعدائهم وعقوباتهم، وكذلك فتحه يوم القيامة، وحكمه بين الخلائق حين يوفى كل عامل ما عمله. وأما فتحه القدري فهو ما يقدره على عباده من خير، وشر، ونفع، وضر، وعطاء، ومنع، قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
فالرب تعالى هو الفتاح العليم الذي يفتح لعباده الطائعين خزائن جوده وكرمه، ويفتح على أعدائه ضد ذلك، وذلك بفضله وعدله. [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/221].
قال الحليمي: وهو الحاكم أي يفتح ما انغلق بين عباده ويميز الحق من الباطل ويعلي المحق ويخزي المبطل , وقد يكون ذلك منه في الدنيا والآخرة.
قال الخطابي: ويكون معنى الفتاح أيضا الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده , ويفتح المنغلق عليهم من أمورهم وأسبابهم , ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحق , ويكون الفاتح أيضا بمعنى الناصر كقوله سبحانه وتعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: 19] قال أهل التفسير: معناه إن تستنصروا فقد جاءكم النصر. [الأسماء والصفات للبيهقي 1/161].