التعبد باسم الله (القاهر)
1- الإيمان بأن الله تعالى هو القاهر فوق عباده:
الذي قهر جميع الكائنات، وذلت له جميع المخلوقات أو دانت لقدرته، ومشيئته مواد وعناصر العالم العلوي والسفلى، فلا يحدث حادث، ولا يسكن ساكن إلا بإذنه، وما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وجميع الخلق فقراء إلى الله عاجزون لا يملكون لأنفسهم نفعاً، ولا ضراً، ولا خيراً، ولا شراً ثم إن قهره مستلزم لحياته وعزته وقدرته، فلا يتم قهره للخليقة إلا باتمام حياته، وقوة عزته، واقتداره.
قال تعالى:
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 18]
2- توحيد الله القهار، فالقهار لا يكون إلا واحدًا:
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: "القهار لا يكون إلا واحدا، ويستحيل أن يكون له شريك، بل القهر والوحدة متلازمان".
3- أن يقهر المؤمن نفسه وجوارحه عن كل ما يغضب الله من المعاصي والكبائر:
فيقهر عن الشهوات المحرمة، ويقهر هواه عن كل ما يضر، ويقهر لسانه عن الغيبة والنميمة والقيل والقال، ويقهر نفسه عن أكل الحرام.
4- التواضع لعظمة الله القاهر:
فينبغي التواضع لعظمة جلاله وكبريائه، الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، الذي قهر الخلائق على ما أراد.
5- التفكر في صور قهر الله تعالى لسائر المخلوقات:
فالقاهر سبحانه خلق الجبال وقهرها بالحديد يكسرها، وقهر الحديد بالنار التي تذيبه، وقهر النار بالماء الذي يطفؤها، وقهر الماء بالرياح التي تحمله وتصرفه، وقهر الرياح بالسماء التي تحبسها، وقهر السماء بعظمته سبحانه.
6- أن لا يتجبر الإنسان على غيره:
فلا يجعل القوة مطية للكبرياء والاستعلاء في الأرض. فإن التاريخ يشهد أن كل جبار يقصمُه الله، وكل متكبر يهينُه الله، وهو القائل ـ سبحانه ـ: "الكبرياءُ رِدائِي، فمَنْ نازعَنِي في رِدائِي قَصَمْتُهُ" صحيح الجامع.