إنه الوهاب:
فسبحان من خلاق عظيم، جواد كريم وهاب!
الكرم: صفة من صفاته، والجود: من أعظم سماته، والعطاء: من أجل هباته، فمن أعظم منه جوداً؟!
الخلائق له عاصون، وهو لهم مراقب، يكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوه، ويتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوا، يجود بالفضل على العاصي، ويتفضل على المسيء.
من الذي دعاه فلم يستجب له؟! أم من ذا الذي سأله فلم يعطه؟ أم من ذا الذي أناخ ببابه فنحاه؟
سبحان من يعطي المنى بخواطر في النفس لم ينطق بهن لسان
سبحان مــن هو لا يزال ورزقه للعالمين به عليه ضمان
نعم الله سبحانه وتعالى تترى على العبد منذ كان نطفة في بطن أمه، ثم صور سمعه وبصره ونفخ فيه الروح، ثم غذاه وسقاه وكساه وآواه وكفاه، ومن كل ما سأل أعطاه.
والله عز جل وعلا يقول للعبد:
{أَلَمْ نَجْعَل لَّهُۥ عَيْنَيْنِ}
[البلد: 8-10]
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ ۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ}
[فاطر: 15]
خلقكم ورزقك، أحياك وأماتك، حباك وأعطاك، أمرضك وشفاك، أجاعك وأشبعك، أظمأك وسقاك، أضحكك وأبكاك، علمك ما لم تكن تعلم، وعرفك ما كنت تجهل، هيا رزقك.
أجاب دعاءك، لبى نداءك، قهر عدوك، أرسل لك رسولاً، وعلمك كتاباً، وهداك منهجاً.. وبعد هذا تعصيه؟!
{قُتِلَ ٱلْإِنسَٰنُ مَآ أَكْفَرَهُۥ}
[عبس: 17]