على عتبة بابه..
هل ضاقت بك الدنيا؟
هل آلمك المرض؟
هل كبلتك الديون؟
هل هدك الفقر؟
هل رغبت بالزوجة والولد؟
هل حار ذهنك وتشتتت أفكارك؟
فعليك في هذه الساعة بالالتجاء إلى الوهاب، إلى كثير العطايا، فقط ارفع يديك وقف ببابه ولد بجنابه؛ وسترى كيف يصبح الجوع شبعاً والظمأ رياً، وبعد السهر نوم، وبعد المرض عافية، وسيصل الغائب، ويهتدي الضال، ويفك العاني، وينقشع الظلام.
إنه الوهاب سبحانه وتعالى؛ الذي يحول الدمعة بسمة، والخوف أمناً، والفزع سكينة، بشر الليل بصبح صادق، بشر المهموم بفرح مفاجئ، بشر المنكوب بلطف خفي.
خزائن الله سبحانه وتعالى ملأي لا تنفد وهو القائل:
{ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
[غافر: 60]
فمن دعا الله فليعظم المسألة؛ فإنه لا يتعاظمه شيء! فهذا سليمان عليه السلام يطلب خيري الدنيا والآخرة:
{قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًا لَّا يَنۢبَغِى لِأَحَدٍۢ مِّنۢ بَعْدِىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ}
[ص: 35]
وهذا زكريا يدركه الكبر وامرأته عاقر؛ ومع ذلك يقول:
{رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ}
[آل عمران: 38]