شرح أسماء الله الحسنى | العظيم
أولا / المعنى اللغوي:
العِظَـمُ : الكِبَـر،وعَظَّـمَ الأمـر : كبَّـره ، والتعظيـم : التبجيـل
والعظيم صفة مشبهة باسم الفاعل لمن اتصف بالعظمة، الفعل عظم يعظم عظماً، يعني كبر واتسع وعلا شأنه وارتفع، ولفلان عظمة عند الناس أي حرمة يعظم لها، أعظم الأمر وعظّمه فخّمه .
ثانيا / المعنى في حق الله جل وعلا :
هو سبحانه ذو العظمة والجلال ، فهو عظيم الشأن جليل القدر ، لا شيء أعظم منه سبحانه ، وليس لعظمته بداية ولا لجلاله نهاية .
ثالثا / وروده في القرآنالكريم والسنة المطهرة:
وورد هذا الاسم في القرآن 9 مرات منها:
قوله تعالى : (ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم)البقرة 255
وقوله تعالى : (له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم)4 الشورى
وقولـه : ” فَسَـبِّحْ بِاسْـمِ رَبِّـكَ الْعَظِيـمِ ” سورة الواقعة 96
﴿إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ )33 الحاقّة
وروده فــي الســـنة :
عـن حذيفـة بـن اليمـان ” أنـه سـمع رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقـول إذا ركـع: سـبحان ربـي العظيـم ” ثـلاث مـرات ، وإذا سـجد قـال: ” سـبحان ربـي الأعلـى ” ثـلاث مـرات “سنن ابن ماجه وقـال صلـى الله عليـه وسـلم : ” مـن قـال سـبحان الله العظيـم وبحمـده ، غُرسـت لـه بهـا نخلـة فـي الجنـة “ رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:“كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ” البخاري
رابعا / تأملات في رحاب الاسم الجليل: إن عظمة الله لا يعلمها إلا الله – جل وعلا -، ولكن الله – جل وعلا – بين لنا ما يدل على عظمته بقدر ما تتسع له عقولنا وإلا فإن عظمة الله – تعالى -لا يحيط بها ولا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ )البقرة: 255)
قال ابن كثير – رحمه الله -: “أيْ: لا يطَّلع أحدٌ مِن علْم الله على شيء إلا بما أعلمه الله – عز وجل – وأطْلَعه عليه، ويحتمل أن يكون المرادُ: لا يطَّلِعون على شيء من علم ذاتهِ وصفاتهِ إلا بما أطْلعهم الله عليه، كقوله: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ طه: 110″ اهـ كلامه – رحمه الله.
وعظمة الله تعالى لا يعرفها إلا المؤمنون الموحدون الذين امتلأت قلوبهم بمعرفة الله وإجلاله وتعظيمه، وهذه العظمة التي اختص الله بها نفسه تقف الخلائق تجاهها حائرة مهما بلغت من التقدم والرقي في الدنيا.
إن من عظمة الله وقوته وقدرته أن الخلائق بالنسبة إليه لا تساوي شيئاً، وإذا كان كرسي الله الذي هو موضع قدميه سبحانه قد وسع السماوات والأرض فما نسبته للعرش؟ ثم ما نسبة العرش لله سبحانه؟!!
وقد جاء في آية الكرسي قوله عز وجل: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}[البقرة: 255].
وفي حديث أبي ذر الغفاري الطويل أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، فأيُّ ما أنزل الله عليك أعظم؟، قال: (آية الكرسي) ثم قال: (يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة)
إن الناظر إلى الكون وما يحويه من كواكب عظيمة وأفلاك ضخمة بعد تطور أجهزة الأرصاد والكشف وتقريبها للبعيد ليرى العظمة التي يحار دونها العقل! إذا كانت هذه الأرض التي تعيش عليها الكائنات الحية ما هي إلا كذرة في الكون ! فكيف إذا قورنت الأرض الصغيرة المعلقة في الهواء بالمجموعة الشمسية!!!
ثم ما النسبة إذا قورنت هذه المجموعة بالمجموعات الأخرى؟!
وكل هذه المخلوقات ما هي إلا من مكونات السماء الدنيا!!!
فكيف بالسماوات الأخرى وما تحويها من عجائب لا يعلمها إلا الله؟
إن الإنسان ضعيف كل الضعف، وهو حين يعصي الله العظيم يصبح أضعف من أي شيء! وكل هذا يبين لنا عظمة الله تعالى وأن الخلائق هذه التي خلقها كلها في ستة أيام لتنبئ عن أن هناك خالقاً عظيماً كبيراً جليلاً سبحانه وبحمده لا إله إلا هو.
ومن عظمة الله وقدرته أنه يجعل السماوات والأرض يوم القيامة جميعاً في قبضته ويهزهن هزاً، فيهتز لعظمته كل شيء، إنه العظيم الكريم، يقول عز وجل:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جَاءَ حَبْرٌ مِنْ الْأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلَائِقِ عَلَى إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ! فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} متفق عليه. وفي رواية: (ثم يهزهن فيقول: أنا الملك أنا الملك..).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يَطْوِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟). رواه مسلم
وقال تعالى في بيان عظمته:
{يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ! ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟). متفق عليه.
وما الإنسان الذي يتكبر ويتعاظم بجانب هذا الكون الفسيح؟
{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[غافر: 57]
لقد خلق الله تعالى الكون في ستة أيام بدون تعب ولا مشقة وإن ذلك عليه ليسير، كما قال سبحانه:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}[سورة ق: 38]
أي عظمة هذه؟ وأي قوة؟ وأي قدرة؟ فسبحان العلي العظيم..
وربُّنا – عزَّ وجلَّ – عظيمٌ في ذاته، كما قال عن نفسه:
﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ﴾ (الشورى: 4 – 5)
قال المفسِّرون: “يتشقَّقْن مِن عظَمة الله – جلَّ وعلا.
وفي صحيح أبي داود عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: (أُذن لي أن أحدِّث عن ملَكٍ من ملائكة الله مِن حَمَلة العرش، إن ما بين شحْمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سَبْعِمائة عام)؛ ورواه ابنُ أبي حاتم وقال: “تخفق الطير“، وإسناده صحيح.
هذه صفة ملَكٍ من حملةِ العرش
﴿ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 17]
وهذا بعضٌ مما أخبرنا الله عن نفسه وأخبَرَنا رسولُه – صلَّى الله عليه وسلَّم.
ويقول رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم -: (إنِّي أرى ما لا ترَوْن، وأسْمع ما لا تَسْمعون، أطَّت السَّماء – أيْ: صاحتْ وأنَّتْ من ثِقَل ما عليْها من الملائكة – وحقَّ لها أنْ تئطَّ، ما فيها موْضِعُ أرْبع أصابع إلاَّ وملَكٌ واضعٌ جبْهته ساجدًا لله، واللهِ لوْ تعْلمون ما أعْلم لضَحِكْتم قليلاً ولبكيْتم كثيرًا، وما تلذَّذْتم بالنِّساء على الفرشات، ولخرَجْتم إلى الصُّعدات تجْأرون إلى الله”
وقفة مع قول الله تعالى “فلا أقسم بمواقع النجوم “
يقول تعالى : “” فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ . وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ” (الواقعة:75-76).يقول الدكتور زغلول النجار على موقعه :
في هاتين الآيتين الكريمتين يقسم ربنا تبارك وتعالى ـ وهو الغني عن القسم ـ بمواقع النجوم, ثم يأتي جواب القسم : “ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ .لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ. تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ ” (الواقعة:77ـ80) . والمعنى المستفاد من هذه الآيات الكريمة أن الله تعالى يخبرنا بقوله (عز من قائل) : أقسم قسما مغلظا بمواقع النجوم ـ وأن هذا القسم جليل عظيم ـ لو كنتم تعرفون قدره ـ أن هذا القرآن كتاب كريم , جم الفوائد والمنافع , لاشتماله على أصول الدين من العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات , وغير ذلك من أمور الغيب وضوابط السلوك وقصص الأنبياء وأخبار الأمم السابقة والعبر المستفادة منها , وعدد من حقائق ومظاهر الكون الدالة على وجود الله وعلى عظيم قدرته, وكمال حكمته وإحاطة علمه ……….ثم يكمل قائلا : تفسير القسم بمواقع النجوم : ومواقع النجوم هي الأماكن التي تمر بها في جريها عبر السماء ….. وهذا القسم القرآني العظيم بمواقع النجوم يشير إلى سبق القرآن الكريم بالإشارة إلى إحدى حقائق الكون المبهرة, والتي تقول أنه نظرا للأبعاد الشاسعة التي تفصل نجوم السماء عن أرضنا فإن الإنسان على هذه الأرض لا يرى النجوم أبدا, ولكنه يرى مواقع مرت بها النجوم ثم غادرتها , وعلى ذلك فهذه المواقع كلها نسبية , وليست مطلقة , ليس هذا فقط بل إن الدراسات الفلكية الحديثة قد أثبتت أن نجوما قديمة قد خبت أو تلاشت منذ أزمنة بعيدة , والضوء الذي انبثق منها في عدد من المواقع التي مرت بها لا يزال يتلألأ في ظلمة السماء في كل ليلة من ليالي الأرض إلى اليوم الراهن , كما أنه نظرا لانحناء الضوء في صفحة الكون فإن النجوم تبدو لنا في مواقع ظاهرية غير مواقعها الحقيقية , ومن هنا كان هذا القسم القرآني بمواقع النجوم , وليس بالنجوم ذاتها ـ على عظم قدر النجوم ـ التي كشف العلم عنها أنها أفران كونية عجيبة يخلق الله (تعالى) لنا فيها كل صور المادة والطاقة التي ينبني منها هذا الكون المدرك .أ.هـ
وأمام هذه العظمة لا بد أن يقف الإنسان وقفات يعرف بها أين هو من هذه العظمة وما دوره تجاهها:
1. أن يعلم الإنسان أنه ضعيف بخلقته وطبيعته، ولتقوية ذلك الضعف عليه أن يكون من المطيعين لله حتى يقوى ويكون من المقربين، فإنه لو عصى الله وتكبر عليه ازداد ضعفاً وذلاً وهواناً وبُعداً من ربه.
2- أنه لا بد من التفكر في خلق السماوات والأرض للتعرف على الله الخالق العظيم، وقد أثنى الله على المتفكرين في عظمة الكون، فقال: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[آل عمران: 190-191].
3. أن يسخر الإنسان وسائل التطور الحديثة في طاعة الله وفي الدعوة إلى سبيله، وأن يزيده النظر في الكون بصيرة إلى بصيرته وإيماناً إلى إيمانه، وخاصة عندما يرى الأرض من مكان بعيد وهي تتحرك كالكرة في الجو، وكلما سمع عن اكتشاف جديد لما في هذا الكون من أسرار ذكر عظمة الله وزاده ذلك قوة في دينه واستقامة على شرع ربه.
4. عند النظر في عظمة الكون المخلوق لله فإنه يجب على الإنسان أن يتواضع وأن يعلم أنه مخلوق صغير جداً يتحرك على ظهر الأرض، وهذا يزيده معرفة بنفسه وذاته، ويكون على علم ويقين أنه مخلوق ضعيف، وأنه عائد إلى الله العلي العظيم.
خامسا / ثمار الإيمان بالاسم الجليل :
1- إثبات صفة العظمة لله عز وجل إثباتا يليق به سبحانه لا يشبهه في ذلك أحد من خلقه ولا يدانيه كما في قوله سبحانه
(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى:11
2- تمجيده سبحانه و مدحه و الثناء عليه باسمه العظيم ، و الاستعاذة به قال تعالى :
(فسبح باسم ربك العظيم) الواقعة :74
وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما– : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال:” أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ” . رواه أبو داود وصححه الألباني.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش العظيم)
3- تعظيم أمره سبحانه ونهيه فيطاع فلا يعصى، ويُذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يُكفر، ومن ذلك تعظيم نصوص الكتاب و السنة و الاستسلام لها وعدم التقدم بين يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم برأي أو اجتهاد ، قال تعالى : ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما” النساء :65
قال ابن عباس في قول الله: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]: “لا ترَوْن عظَمةً“، وقال سعيدُ بن جُبير: “ما لكم لا تعظِّمون الله حقَّ تعظيمه“.
4- ومن تعظيم الله سبحانه ان تعظم شعائره وحرماته وقال سبحانه “ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه “الحج :30
وقال تعالى : “ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”الحج :32
والنظر عند ارتكاب المعصية إلى قدر من عُصي و عَظمَته و أن في ذلك انتهاك لحرمته سبحانه ،قال الأصبهاني – رحمه الله – ” فينبغي لمن عرف حق عظمة الله أن لا يتكلم بكلمة يكرهها الله ، ولا يرتكب معصية لا يرضاها الله ، إذ هو القائم على كل نفس بما كسبت” .الحجة في بيان المحجة(1/142)
و يقول ابن القيم – رحمه الله- : ” فإن عظمة الله تعالى و جلاله في قلب العبد و تعظيم حرماته يحول بينه و بين الذنوب و المتجرئون على معاصيه ما قدروه حق قدره ” . الجواب الكافي (ص46)
ويقول أيضا- رحمه الله- :” من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيَه ، وقره الله في قلوب الخلق أن يُذلُّوه ” . فوائد الفوائد ( ص346)
وقال
أيضا –رحمه الله- :” من أعظم الظلم و الجهل أن تطلب التعظيم و التوقير من
الناس و قلبك خال من تعظيم الله و توقيره ” . الفوائد ( 187)