المفاتيح بيده. .
يحتاج المريض إلى الشفاء بعد أن أوجعته الآلام، وأتعبته الأوجاع، وضاقت به الدنيا، وعجز عنه الأطباء، وأغلق باب الدواء دونه؛ فإذا بالرحمن الفتاح العليم الشافي يشفيه بسبب أو بأضعف سبب، أو بأقرب سبب، أو بلا سبب... إنه الفتاح سبحانه وتعالى.
تهشمك الظروف، وتتواطأ ضدك الكروب، وتتكالب عليك الأزمات، وتتزاحم في قلبك الآلام، ويغلق الباب دونك؛ حتى تظن أن ليس لهذا الهم والعم كاشفة؛ فإذا بالفتاح يرسل إليك فتحه بأيسر الأمور، وتتم إرادته على ما يشاء.
يدركك الفقر، وتغشاك الديون، وتتغير ملامحك، وينكسر قلبك عندما تذكر أبناءك وتخشى من صاحب الدين، ويحار فكرك، وتتشتت أفكارك؛ ويغلق الباب دونك.
هنا يرسل الفتاح عز وجل بفرج حفي؛ فيقضى الدين، وينقشع الفقر، وتسر النفس. . إنه الفتاح؛ الذي فتح أبواب الرزق.
يغيب الابن، ويسافر الوالد، ويذهب الحبيب والصديق، ويؤسر العالم؛ فتضيق النفس، وتتشتت الأفكار، ويرجف القلب كلما تذكر الغائب؛ وهنا ينطرح المؤمن عند باب الملك الفتاح، سائلاً أن يرد الغائب ويحفظه؛ سواء أكان أسيراً أم مسافراً، فإذا بالبشرى من فوق سبع سماوات يقدوم الغائب وفك الأسير، ورد الحبيب؛
{أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ}
[النمل: 62]